رأيته……عظيما
بقلم / عبير كمال
هـــو …حارس بناية باكستاني الجنسية في مدينة جدة بالسعودية يعني بالمصري بواب
يقترب من السبعين إذا لم يكن تخطاها
مشدود القامة
نظيف الملبس
أظافر يديه وقدميه نظيفه مما يدل على إهتمامه بنظافته الشخصية كما نصحنا ديننا الحنيف
تنبعث منه رائحة عطر منتشر بالسعودية ويباع أمام المساجد بعدة أنواع
عند مروري من أمام غرفته كنت ألمح جزء من الفراش والمنضدة مرتبين منظمين رغم رقة الحال
في غرفة الطهي ( المطبخ الخاص به ) كان يقوم بطهي طعامه بنفسه بهمة ونشاط ونشتم رائحة طيبة
وكنت أرى على ملامح وجهه دائما علامات الهدوء والرضا والسماحة
عمله له مواعيد :
غسل السيارات بعد صلاة الفجر
جمع القمامة الساعة التاسعة تماما وياويلها اللي تحط الكيس في أوقات مخالفة أو مفتوح أو بلا هذا الكيس الأسود البلاستيكي فعلى الفور ينبهها بمنتهى الأدب والحزم معا ( فهو قوي الشخصية وعنده عزة نفس وكرامة لابد أن تكون عند كل مسلم )
موعد غلق باب البناية في الساعة الثانية عشرة مساءا ولا يستطيع أيا كان مخالفة ذلك لأن هذا وقت نومه
كنت أراه دائما حامل لكتاب الله يقرأ منه في الأوقات التي تخلو من العمل
في مرة رأيته يجلس تحت ظل شجرة مع إثنان من معارفه أو أهله الله أعلم ومعهم نصف حبة حبحب ( أي بطيخ ) وكان يبدو سعيدا جدا بهذه الجلسة البسيطة
في يوم توجه إلى زوجي بالحديث ناصحا له :
إجعل زوجتك دائما ملتزمة بالحجاب والتفت لي قائلا إياكي وتغيير نظام ملابسك والتزمي بالحجاب
( طبعا بيتكلم بلغة عربية مكسرة ) فهو باكستاني الجنسية
في يوم آخر كان يقف مع السباك لإجراء صيانة بالشقة عندنا
نظر إلى إبني وقال :
لا بد أن تحفظيه القرءان
لا تعطيه مشروب الشاي أبدا
الطفل يشرب الحليب فقط والأكل بمواعيد مظبوطة يوميا
وبالنسبة لكِ تشربي الشاي مرة واحدة يوميا مخلوطا بالحليب فأنا أفعل ذلك مرة واحدة يوميا للحفاظ على الصحة من مساويء الشاي
طبعا بالنسبة لجسمه فهو مظبوط في وزنه لا هو بالممتلىء ولا هو بالنحيف
في يوم من الأيام ولا أنسى ماسمعته منه هذا اليوم ومن أجله كتبت هذا الموضوع
كنا متوجهين لركوب السيارة
فتوجه إلينا بالحديث ناصحا بالإلتزام بالصلاة والحجاب وحفظ القرءان لإبني
وقال هذه الجملة:
أنا إذا فيه موت باشر أنا ( ريدي ) يعني ( جاهز للموت )
يعني أنا إذا هيجيني الموت بكره أنا مستعد.
الجمله دي زلزلتني.
ياااااااه
إنسان مسلم غير آبه بالموت بل وينتظره بلا خوف
إحنا مرعوبين من الموت ولو جت سيرته نقول بعيد عننا بعد عمر طويل الشر بره وبعيد إلى آخر هذه العبارات
تساؤلاتي لكم كثيرة ومنها:
إنتم مثل الراجل الطيب الفاضل ده ؟
هل إنتم حياتكم مرتبة ومنظمة مع مواقيت الصلاة مثله ؟
ملتزمين في حياتكم بكل أوامر الله وتتقوه في كل قول أو فعل أو عمل ؟
أنا فعلا رأيت هذا الرجل عظيما
وأقسم بالله لو جعلوني أختار شخصية محترمة ونموذج للمسلم الصحيح ووضعوه مع أمراء وملوك سوف أختاره
ربنا يبارك له في صحته ويثبته لو كان مازال حيا
ويرحمه ويعفو عنه ويوسع عليه قبره لو كان توفاه الله وذهب للقاء ربه الذي كان متشوقا إليه بلا خوف ولا وجل
لو لخصنا كل ما سبق سوف نجد الآتي:
1 – المسلم لابد أن يكون نظيفا مرتبا
2 – الإهتمام بتنظيم حياتنا مع مواقيت الصلاة
3 – الإهتمام بصحتنا ووزننا لأن ذلك يساعدنا على الحركة بسهولة ونشاط
4 – جعل وجبات الطعام لها وقت نلتزم به يوميا لأن ذلك مفيد جدا لصحتنا
5 – الإبتعاد عن شرب المنبهات لأضرارها المختلفة
6 – الإهتمام بأولادنا والعمل على تحفيظهم القرءان منذ صغرهم
7 – لا بد ان نهتم بأن يكون لنا يوميا ورد من القرءان ونحتفظ معنا بالمصحف في كل مكان للقراءة منه لو تيسر لنا
8 – الإستيقاظ قبل الفجر ولو بنصف ساعة لصلاة القيام ولو ركعتين يزدادوا بعد ذلك بالتعود
9 – الصلاة دائما في ميقاتها ولا تجعلوا شيئا يؤخركم عنها حتى لو كان العمل وتأكدوا أن بالتعود تستطيعوا أن تؤدوها وتجبروا من حولكم على تقبل هذا الوضع حتى ممكن أن تصلوا داخل مكان العمل في جماعة وتكسبوا ثوابها
10 – تقوى الله في كل قول أو عمل بمعنى إن نلتزم بأوامره ونتجنب نواهيه
11 – لا تنظروا للناس بفقرهم أو غناهم ولكن بتقواهم وأخلاقهم
12 – كونوا دائما عاملين على أن تكونوا في صورة مشرفة أمام الآخرين لأنكم مسلمون وتمثلوا هذا الدين وتعبروا عن أخلاقياته بتصرفاتكم فانتبهوا دائما لأن تكونوا واجهة مشرفة للإسلام فيما بينكم وبين بعض وفيما بينكم وبين الآخرين
13 – المسلم الحق قوي الشخصية بلا غلظة حازم في أدب ليس بالمتسول ولا بالذليل ولا بالكسير النفس خلقه الله حرا أبيا صاحب كرامة فلا تضعوها تحت أرجلكم
دمتم سالمين بحفظ الرحمن وأمنه
بقلم / عبير كمال
التعليقات مغلقة.