موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

رؤوس وكؤوس…محمــد عبــد المعــز

200

رؤوس وكؤوس…محمــد عبــد المعــز

عندما يتحوَّل الْـمَـلْعَب، من ساحةٍ للتنافُسِ الشريف، إلى “مسرح” لكل من هَـبَّ وهبهب، و”سيرك” للبلياتشو والمهرجين، فظُنَّ شَراً ولا تسأل عن الخبر…!

وعندما تُصْبِحُ أرضُ البطولاتِ والألقابِ والكؤس، مَرْتَعاً لِمَنْ لعبت الكؤوسُ برؤوسهم، فتمايلوا ومالوا وأمالوا، فلا تتعجبْ من التصفيق بصفاقة، لهؤلاء السفهاء…!

أما “الحشيش” فلم يَعُدْ أرْضاً للبذلِ والعرق، أملاً في الفوز والميداليات، بل أصبحَ مُخدِّراً، يتبجحون به، ويدعون له، ويتناولونه قبلَ الأكلِ وبعده، في عَصْـرِ التلوُّثِ الفكري…!

ولأن الأوضاعَ مقلوبة، أصبح الملعبُ “ملهى”، والكرة “ميكروفونا” وتحوَّل اللعبُ بالأقدام، إلى اللعبِ بالشهوات والغرائز، والهدف “تسلل” وصارَ الحَكَمُ حاكِماً ومُتحكِّماً في الجميع…!

ليتحوَّلَ الجمهور، من دافِعٍ بماله وتشجيعه، لريادةٍ وسِيادة، إلى نافخِ في الكير، ويضيع حامِلُ المِسك، بين مَنْ يتناولون المُسكرات، بدلاً من المكسَّرات…!

ولأن القُبحَ ساد، واللهو عاد، نشعرُ بالاختِناق، بل بالغثيان، لطغيان هذه الفقاعات، وسطحية مَنْ وما معهم، وسفاهة مَنْ يدفعون لهم، وتفاهة مَنْ يدعمونهم ويدمغونهم…!

أما عيدُ الحُب، الذي يزعمون الاحتِفالَ به، فلا مَجالَ فيه لهذه الكائنات، لأنه نقاء، وهؤلاء خبيثو المظهر والجوهر، ولأن الحُبَّ ارتِقاء، وهؤلاء في الدركِ الأسفل، والحُب احتِرام، وبين هؤلاء وبينه بُعْدُ الْـمَشْرِقين…!

الاستِخفافُ مقصود، والاحتِفاءُ بهذه النكِرات مُتعمَّد، وإبرازها و”بروزتها” كذلك، لكنه ليس في زمانه، ولا مكانه، لأن السِّحْـرَ انقلبَ على الساحِر، وانفضَّ السامِر، وأصبح هجومُ هؤلاء الأقزام وسيلةً للدفاع…!

وما استضافةُ هؤلاء الساقِطين، في “فضائحياتنا” غير الميمونة، إلا غيضٌ من فيض الجهل والتجهيل، وسلسلة في حلقة الإضلال والتضليل، كي يُصْبِحَ الناسُ أسرى، وتحل “الدائرة” محل “المُستطيل”…!

البُكاء على اللبن المسكوب لن يفيد، ولا التباهي بزمن الفن الجميل، واللعب الجميل، والحب الجميل، لأن الحل في عودة “الملعب” إلى مكانه، واللاعبين إلى مكانتهم، وقيام كل منا بدوره، كي يَـبْـرَع ويُـبْـدِع.

لابُد من فكِّ الارتِباط، بين مَنْ لا رابِطَ لهم ولا بينهم، وأن يُصْبِـحَ الفنانُ فناناً، والطبيبُ طبيباً، والمُهندس والمُعلم، والزارع والصانِع، وأن يتكامَلَ كل هؤلاء، لمصلحة الناس، والدولة، والوطن، والأمة، والعالم، كي تطمئنَ النفوس، وتُرفَعَ الرؤوسُ والكؤوس.

…………….

التعليقات مغلقة.