رؤى حول كهرمانة للأديب العراقي فاضل محمد الربيعي
حين يكبحنا عجزنا!!!
حين نعدم حيلة،،،ويصبح كل مانستطيعه الدعاء، أو البكاء!!!
وتنذف الروح وجع الأوطان.
ينزف القلم هدر الأحلام!!
ضياع الأماني الطيبة للبلاد.
هكذا عبر أديبنا الراقي العراقي/ فاضل محمد الربيعي.
رؤى حول كهرمانة
تتكسر الكلمات وتضمحل الآمال حين يكون نمط الحياة انتظارا ً ووقوفا ً ،
رؤى ً تتقافز خلف الأبصار . تتشابك في عتمة الليل لتشكل نسيجا ً كثيفا ً يحجب الشموس ليكون النور عليلا ً , لتكبر أحداق الذئاب .
الباحات العريضة حول كهرمانة تزحمها المركبات كزحام الذباب على عين طفل فقير معدم ،
وأصيل كسيح الضوء يستسلم للنوم بهدوء في حضن ليل لاهب ثقيل ..
اسفلت قديم يشع بالهجير كتنهدات خوف لاهثة لشيخ يجهش بالأنين .
المكان يعلوه الضجيج ، وأنغام صارخة تذوب في فضاء الطريق . شباب كالأشباح يتراقصون ، ونساء يهلهلن في شجون يتجمعن هنا وهناك .
انه خميس آخر . ” فرقد ” يحدق ، تحت نجوم هامسات وضوء حزين ، في براعة صنع نصب كهرمانة .. ينتظر جلاء الزحام
كطفل يلهو ليصل الى صدر أم حنون .
- إيه كهرمانة أيتها الجميلة . يا عنفوان الزمن وكنه المدى أيتها المتألقة بالضوء ..
تسكبين زيتك على العتمة لتحولي الجرار الى قبور لتفارق الشياطين القابعين في عتمة اللحود .
ليمزقوا كل أحلام الخلود .. ويسكتوا منابع الشمس .. تمر عليك جحافل الظلام وألوان هائمة مبهمة ، حائرة ،
بلا جدار …
بلا هوية …
وتبقين رغم الجراح وفية .
تعالت ضربات الطبول وعويل المزامير الوقحة , تلك هي الأعراس أو كما يقال .
يقطع هدوء الحمام المتكىء حول رقبة كهرمانة . صوت إطلاق نار فطار كإنذار يشق السحاب وينبىء بسرقة الضباب .
لم يبق سوى ألق ضئيل . يدفع يأس طاغ يحوم في المكان .
عويل مركبات سود ذات دفع رباعي ينشق لها الطريق وتمر مر الكرام في وسط الزحام ، كرؤى سوداء في وطني القديم ، والغزاة يشربون الأمان والمدينة . يعصر فرقد ألم الدنس لتربته الحزينة ،
وتنطلق المركبات من فسحة أمل ضئيلة .. كالتلاميذ يخرجون من باب مدرسة صغير .
انتظر فرقد دوره ليتحرك . تسمر سائق السيارة أمام سيارته .. هيا .. هيا .. تعالت المنبهات .
تحرك يارجل . كفاك وجوما ً كفاك ضياعا ً كفاك وجوما .
انتبه اليه شرطي المرور فسار نحوه باستغراب يصرخ به ويحثه على المرور ، ولكنه احتفظ بالهدوء ولم يكترث .
صار الشرطي قريبا ً من سيارة الرجل . وجم وظهرت عليه قسمات الدهشة وإلأ لمَ صرخ بجماعته :
ــ لقد مات !
هرول الجميع وخرج معهم فرقد ليعرف ما الذي حل بالرجل . لقد اخترقت رصاصة طائشة رقبته واستقرت في جوفه .
بقي متكئا ً على وسادة كرسي السائق . وعيناه مازالتا مفتوحتين جامدتين . تحبس دمعه . ومذياع سيارته يقول : - لم تزل أزمة تشكيل الحكومة قائمة . عجزت الكتل للوصول لحل مقبول !! استدار ( فرقد ) نحو كهرمانة وقال :
- ايه كهرمانة أما حان لك ان تغادري الصمت ,
وتبدلي اناء الزيت بضرع تسكبين فيه رحيق الحياة ..
لنزرع لحظات أمان جديدة .
لرؤى فضاءات وليدة .
ليغفو الشيخ والطفل ظلال النخيل وبساتين الحياة . أما أن .. أما أن ..2010
التعليقات مغلقة.