رُباعيات كورونية
شعر …صبري الصبري
و( كورونا ) الرهيبُ لهُ زئيرُ
رهيبٌ في جسارته خطيرُ
يُقارع كُل قِطر حلَّ فيه
لهُ فتكٌ وطغيانٌ كبيرُ
جيوش الأرض قد آوت لكهف
بها ولَّى التجبًّرُ والغرورُ
وأعلن ذلك (الفيروس) جهرا
بيان النصر .. لُطفك يا نصيرُ !
من (الصين) البعيدة أزعجونا
جميعاً بالمخافة من (كورونا)
و(أوهان) السقيمة قد تعافت
لماذا صار تِنِّينا مكينا ؟!
يحط رحاله في كل حي
من البلدان لا تجد المُعينا
وآلاف الضحايا قد تهاوت
فيارباه لا تجعلهُ فينا !
بـ(أمريكا) و(إيطاليا) أنينُ
و(إسبانيا) وقد بدأته (صين)
ملايين الأنام بمحض خوف
بهم سقمٌ بأجساد دفينُ
وقد كانوا بزهوهم برغد
بهم مرت ببهجتها السنونُ
فأصبح كُل فرد في مخافٍ
وقد ولي التعافي والطحينٌ !
بحظر صارت الدُنيا جميعا
تهاب الموت يأتيها سريعا
تكممت الوجوه بها حجابُ
فلا تلقى بـ(مارسها) ربيعا
حبيسة بيتها الأحياء تجثو
وترجو حصنها الصلد المنيعا
وتدعو بالإنابة في خُضوع
وخوف ربها الفرد السميعا !
توقفت الحياة فلا انتقالُ
فكل السير في الدنيا محالُ
مطارات بلا سفر وناس
بها كانوا بدأبهم اختيالُ
وشاشات بلا أوقات بدء
لإقلاع وقد سُدَّ المجالُ
فسبحان الذي برأ البرايا
عليه بضعفنا الكافي اتِّكَالُ !
بـ(فيروس) خفيٍّ دبَّ رعبُ
وعَمَّ الخلقَ فقدانٌ وريبُ
وبات الناس في حيص وبيص
بحيرتهم بهم قد شبَّ كربُ
وفي بعض الأماكن باختلالٍ
تفشى سلبهم فيها ونهبُ
تنافرت الخلائق خوف عدوى
ولاقاها من الـ(فيروسِ) حربُ !
وجاء الموت ممتشقا فناءَ
لكل الناس قد لاقت بلاءَ
وأحزانا وآلاما جساما
وأشجانا وسقما وانتهاءَ
وإن ماتوا فلا جمع لدفن
وقد فقدوا التصبر والعزاءَ
فإن الأمر بالبلوى خطيرٌ
وقد ملوا بكربهم البكاءَ !
تقطعت الأواصر بالرزايا
فقد سادت مع الخوف البلايا
وقد خضعت لباريها رقابٌ
وعادت صوب إحسان سجايا
وآبت في ضراعتها قلوبٌ
وفارقت المعاصي والخطايا
فكونوا في متابكم بصدق
وإخلاص به تصفو النوايا !
وإنْ ولَّى بعيدا هل يعود؟
وهل تجدى بقوتها الجنودُ ؟!
وهل صنعوا لخصمهم دواءَ
وهل سدَّت ببنان حدودُ ؟!
وهل ضمنوا السلامة في عقار
به نصح الأوائل والجدودُ ؟!
فسبحان القوي الله ربي
له خضعت مع الوهن العبيدُ !
وصل الله ربي ذو الجلالِ
على المختار محمود الخصالِ
تدوم بنورها الصافي وتبقى
على مر الدقائق والليالي
بها نشفى من الأسقام طرا
ونحيا في التعافي بالتلالي
لخير الخلق أشواقي وحُبي
وأزواج وأصحاب وآلِ !
التعليقات مغلقة.