موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“ربما يكون مغلقا”بقلم.مها السيد الخواجه

134

“ربما يكون مغلقا”بقلم.مها السيد الخواجه

كانت على وضعها ذلك منذ أيام، تجلس في غرفتها مُنعزلة عن الجميع، مُنحنية الظهر مُثبتةً عينيها على شاشة هاتفها المحمول، تفتحه ثم تُغلقه؛ بتوتر وترقب، على أمل أن تُضيء تِلك النقطة الخضراء بِجوار اسمه، يُحزنها اختفاؤه أيامًا لا تعلم فيها عنه شيئًا، رسائلها له مازالت مُعلقة، وكلما حاولت الاتصال به، وجدت الهاتف مُغلقًا ولا تصلها سوى تلك الرسالة المُسجلة.
‏ ‏
‏هو من قضت معه أجمل الأوقات، يتبادلان الأحاديث وتستشيره في أحوالها .. وفي بعض الأحيان كانت تمده بمشورتها ورأيها، أصبح كل شيء بالنسبة لها منذ تعرفت عليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي، كان يختفي أيامًا ثم يظهر .. يتحدث ويضحك كأن شيئًا لم يكن، وكلما عاتبته تعلل بظرفٍ أو بآخر، أو بعطلٍ في هاتفه!، كانت تقبل أعذاره تِلك، وإن كانت لم تقتنع بها يومًا!
‏ ‏ ‏
‏تَذْكُرُ حينما تحدثت مع صديقتها المُقربة، وقد أخبرتها بارتباطها به، فانتابت صديقتها نَوبةٌ من الضَحك وهي تقول: “ارتبطتِ بشاشةٍ مضيئة! .. إن انطفأت انتهت العلاقة؟!”
‏مازالت تنظر إلى شاشة هاتفها، تضيؤها ثم تُغلقها مراراً .. وهي تسأل نفسها:

ماذا بعد؟!
.. ‏أي علاقة تلك التي تنتهي بضغطة زر؟
.. ‏أو بانقطاع إشارة الإنترنت ..
.. أو بغياب لا تعلم أسبابه؟!
كان عليها أن تتأمل كلمات صديقتها، أن تتأمل الغياب والعودة، الأعذار والمبررات .. هل صار حتمًا عليها أن تحسم أمرها .. فتنجو بقلبها وروحها من هذا الوهم، أو تستسلم لهما وتبقى رهينة تلك الشاشة؟!


ظلت التساؤلات تتردد بذهنها، تُقلق منامها، وتُنغص أيامها .. تاركة لها بالحلق غصة، وبالقلب والعقل فراغًا كبيرًا يحتاج الكثير من الإجابات لملئه.
‏ ‏

لعدة أيام كانت تقاوم قلبها ومشاعرها، غير أنها ذات مساء قضته كمساءات كثيرة ترقب تلك الدائرة الخضراء المنطفئة، التقطت هاتفها، أضاءت شاشته وأغلقت مواقع التواصل، ثم أغمضت عينيها .. وأخذت نفسًا عميقًا، إلا أن صوتا داخلها ظل يردد: هذالا يكفي!

وفي اليوم التالي غيرت رقم هاتفها، شغلت يومها بأشياء كثيرة علها توقفها عن التفكير.
‏ ‏
كانت الأيام التي تمر عليها تؤكد لها أنها قد تجاوزت ذلك الألم، واكتشفت كم كان سهلاً أكثر مما كانت تتصوره، لكن ظل بالقلب ذلك الشيء .. الذي يدفعها بين الحين والآخر، للنظر من بعيد.

التعليقات مغلقة.