” ربنا يكفيك ” بقلم / حاتم محمد الغيطاني
يصعد على سلم البيت ، فتوقف مشدودا ، وقد تملكه الخوف الشديد ؛ فقد وجد أفعى تتلوى قبيل مدخل مسكنه، وبابه مفتوح، ففكر، وقدر، وأنذرها ثلاثا مستعينا بالله، ونظر يمنة ويسرة، فوجد عودا من الحديد كان قريبا من يده، فأمسك به، ودقات قلبه تحرك لها ضلوع الصدر، و ضرب الأفعى ثلاثا؛ فماتت؛ وانتظر بعيدا حتى تيقن، ثم حمد الله، ثم حملها، وألقاها خارج البيت، وحمد الله مرة ثانية أن نجاه، وأهل بيته من شرها في الوقت المناسب.
صنع فنجان البن وجلس يستريح من هذا الموقف، ويتأمل نفسه كيف فعل هذا بقوة، وهو إذا شاهد ثعبانا في التلفاز يسيطر عليه الخوف وكأنه طفل صغير..، ولكنه تذكر سبب هذه القوة التي دفعت فيه؛ فنجا، ونجا أهله… فقد خرج اليوم من المسجد بعد أداء صلاة الظهر، وأدار سيارته، فوجد رجلا مسنا ينزل من على سلم المسجد؛ ليركب كعادته توكتوك ليذهب إلى محل عمل زوجته فهي تصنع الشاي والقهوة لتساعده بعد أن هرم، ومرض.. ففتح باب سيارته بكل تواضع ليركب هذا الهرم المريض الفقير بجواره، وكأنه سائق خاص على سيارته.. فابتسم الرجل فرحا؛ فقد عاش لحظات كم تتمناها ثم وفر خمسة جنيهات ثمن المواصلة.. ودعا له الرجل عندما اقترب من النزول : ( ربنا يكفيك شر اللي يؤذيك).. دعاء في لحظة صدق من قلب جُبر كسره في زمن قلما تجد في من يتباسط إلى الفقراء… ولكنه صعد من فقير إلى السميع العليم؛ فجعله سببا لنجاة غني.
التعليقات مغلقة.