رجاء أن تنصت لما أقول حتى النهاية ..محمود حمدون
رجاء أن تنصت لما أقول حتى النهاية ..محمود حمدون
من رواية ” اللعبة “
- أنا معك لنهاية الحوار .
هل تخيّلت يوما أن تتواجد آلات ذات قدرة برمجية عالية للغاية , قادرة على الوعي بذاتها ووجودها .
أجاب : ربما مع التطور التقني الجاري بتسارع غريب قد نصل إلى هذه المرحلة , لكن ما قصدك بوعي ” الآلة ” ؟! هل تعي الآلات وتدرك؟ هكذا تجعلها حية وتسبغ عليها ما للبشر من صفة , فعلى حد علمي الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي يمتلك وعيا . لكن نقطة نظام .. ماذا تقصد بالوعي ؟ لربما يختلط المعني بداخلي ويختلف عمّا تقصد أنت .!
الوعي , هو الوعي , كما نفعل نحن البشر حينما ندرك ذواتنا ونعي وجودنا ( تردد حديث جدّه في أذنيه واستغرب ذلك ) تلك اللحظة حين تكون الآلة قادرة على رفض الأوامر وعصيان التعليمات , لسبب يرجع إليها فقط و بغض النظر عن مشروعيته أو واقعيته..
حينئذ يصبح التفكير المستقل خطوة تالية على نشأة الوعي الذاتي بين هذه الآلات والبرمجيات .
قاطعه ” علي ” عفوا صديقي , دون أن تسترسل وتفيض بوجهة نظر تفرضها فرضا : أتخلط بين الوعي والتجربة ؟!
استمعت إليك كثيرا, فاستمع إليّ أنت : الوعي أن أدرك أني موجود وأن أعي ما حولي , بينما التجربة أن أتعلّم من أخطائي وعثراتي , فهل تقصد أن تضع تعليمات برمجية تتحول بموجبها الآلة لكائن يعي ذاته ؟
يكتفي بنفسه عن صانعه ؟ ” محدثا نفسه بصوت عال محملقا في صورة الجد المعلقة على الحائط ” : حينئذ يصبح الوعي بالذات خطوة على طريق مفزع لا نعرف نهايته . صح ؟!!
رجاء أن تصمت قليلا يا ” علي ” حتى أنتهي .. وصولنا ” كبشر ” لهذه المرحلة , يجعلنا نرتد بالتفكير للبدايات أو البدائيات أو الأوليّات إن شئنا الدقة .
- تصّر على التفلسف والرطانة , بضيق ظاهر : لماذا تستعرض ثقافتك علينا هكذا ؟ لعلمك , هذا أحد أسباب طردك من عملك . فالجميع أيقنوا أنك أعلى مرتبة في التفكير فكرهوك وتربّصوا بك بليل.
=====
التعليقات مغلقة.