رجال في الإسلام : “الباحث عن الحقيقة” مشير الخندق ابن دهقان ، عبد ، أمير سلمان الفارسي … بقلم مدحت رحال
رجال في الإسلام : “الباحث عن الحقيقة” مشير الخندقابن دهقان ، عبد ، أمير سلمان الفارسب … بقلم مدحت رحال
بالأمس تكلمنا عن الباحث عن الحقيقة في الميدان :
( جرجة الرومي )
واليوم نتكلم عن الباحث عن الحقيقة في البلدان :
( سلمان الفارسي )
سلمان منا آل البيت
من هو هذا الذي حاز شرف
الإنتساب لآل البيت
على لسان رسول الل صلى الله عليه وسلم ؟
إنه
رجل من أصبهان ، والده دهقان ،
سادن النار وموقدها ،
خرج يوما في حاجة لأبيه
فمر بكنيسة للنصارى ، فسمعهم يصلون
أعجبته صلاتهم وقال :
هذا خير من ديني .
كانت هذه هي الشرارة التي أوقدت جذوة الإيمان في قلبه
فانطلق يبحث عن الحقيقة ،
حبسه أبوه وجعل الحديد في رجليه ،
حطم الحديد
وانطلق مع ركب النصارى إلى الشام ، حيث قيل له إن أصل هذا الأمر في الشام ،
تنقل من كنيسة إلى أخرى ،
يقيم مع صاحب الكنيسة ، يخدمه ويصلي ويتعلم ،
أوصاه آخر عالِم من علماء النصارى أن يلحق بجزيرة العرب ،
فقد أظل زمان نبي يُبعث بدين إبراهيم ،
وصف له مهاجر هذا النبي وقال له :
إن استطعت أن تخلص إليه فافعل ،
وذكر له علامات وآيات يعرفه بها :
( لا يأكل الصدقة )
( يقبل الهدية )
( بين كتفيه خاتم النبوة )
اصطحب ركبا من جزيرة العرب حتى قدموا به / وادي القرى ،
غدروا به وباعوه إلى رجل من يهود ،
وهذا باعه إلى يهودي من بني قريظة ،
فقدم به المدينة ،
يقول : فما رأيتها حتى أيقنت أنها البلد التي وُصِفت لي ،
أقام في خدمة اليهودي حتى قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينةَ مهاجرا ،
سمع بمقدمه سلمان
فهرع إليه ،
عرفه بالعلامات التي وصفها له الراهب ،
أسلم سلمان من فوره ،
وحال الرق بينه وبين شهود بدر وأحد ،
كاتب سلمان سيده اليهودي على نخل يزرعه
وعاونه الصحابة حتى أتم الفداء
وأصبح حرا مسلما .
شهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها ،
تابع مسيرته مع المسلمين
شهد خلافة أبي بكر وعمر
توفي في خلافة عثمان
كان في ورعه وزهده وفقهه أشبه بعمر بن الخطاب .
(( سلمان أُشبِع علما ))
كان سلمان يأخذ على أبي الدرداء مبالغته في العبادة على حساب أهله وصحته فقال له :
إن لبدنك عليك حقا ، ولأهلك عليك حقا
ولربك عليك حقا
فأعط كل ذي حق حقه ،
فبلغ ذلك رسرل الله صلى الله عليه وسلّم
فقال :
(( لقد أُُشبع سلمان علما ))
في غزوة الخندق ،
كان سلمان هو صاحب الخندق
الذي فاجأ الأحزاب بخدعة حرب لم يكونوا يعرفونها ولا حسبوا لها حسابا ،
فصدهم عن المدينة
ثم ما لبث أن هزمهم الله شر هزيمة وانقلبوا خاسئين
هذا سلمان :
المهاجر بحثا عن الحقيقة
العبد الرقيق
المسلم المجاهد
الأواب الورع الزاهد
فأين سلمان الأمير ؟
ماذا فعلت به وله الإمارة ؟
بل ماذا فعل هو لها وبها ؟
أنظروا واعجبوا ،
شيخ مهيب يجلس في ثوبه القصير ،
يضفر الخوص ويجدله ويصنع منه مكاتل
هذا هو الأمير / سلمان الفارسي
كان عطاؤه خمسة ألاف
ينفقها كلها ولا يبقي لنفسه درهما
يجدل الخوص ويبيعه ويأكل من ثمنه
لقيه ذات يوم رجل قادم من الشام ومعه حِمل وأغراض .
حسبه الشامي من عامة الناس وفقرائهم ،
فسأله أن يحمل معه أمتعته ، وعزم في نفسه أن يعطيه شيئا أجرة له
حمل سلمان الأمتعة وسار مع الرجل ،
وبُوغت الرجل حين رأى الناس يسلمون على حماله بالإمارة
ودهش وأُرْتِج عليه ،
أمير المدائن حماله ؟ !
أراد أن يأخذ الأمتعة منه فأبى وقال :
حتى أبلغك منزلك ،
هَمّ سليمان ببناء بيت ،
سأل البناء كيف سيبنيه .
قال له البناء :
لا تخف هو بيت
إذا وقفت فيه أصاب رأسك
وإذا اضطجعت فيه أصاب رجلك
قال له سلمان : نعم هكذا فاصنع
دخل عليه سعد ابن أبي وقاص في مرض موته فبكى سلمان .
قال سعد : ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟
لقد توفي رسول الله وهو راض عنك؟
قال : والله ما أبكى جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ،
ولكني أموت وحولي هذه الأساود
يعني الأشياء الكثيرة
قال سعد :
فنظرت فلم أر حوله إلا جفنة ومطهرة
رحم الله سلمان ورضي عنه
استحق أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم فيه :
(( سلمان منا آل البيت ))
التعليقات مغلقة.