رجال في الإسلام … بقلم/ مدحت رحال
إن الله أمرني بحبك
وأنبأني أنه يحبك
أول من عدا به فرسه في سبيل الله ،
لا شك أنكم عرفتموه
هو ثاني فارسين يوم بدر .
أجل ،
هو : المقداد بن الأسود
ثم. : المقداد بن عمرو
كان قد حالف في الجاهلية : ( الأسود بن عبد يغوث ) فتبناه
فسمي : المقداد بن الأسود
ولما نُسخ التبني
دُعي : المقداد بن عمرو.. نسبة لأبيه عمرو بن سعد
من المبكرين في الإسلام ،
جاهر بإسلامه متحملا نصيبه من أذى قريش
كان موقفه يوم بدر حاسما في توجيه دفة الصدام مع قريش
(( يا رسول الله ،
إمض لما أمرك الله ، فنحن معك
والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى:
إذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ها هنا قاعدون ،
ولكن نقول : إذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا معكما مقاتلون !!))
وكان فرسان المسلمين في هذه الغزوة اثنان :
المقداد بن عمرو
والزبير بن العوام
لم يكن المقداد شجاعا فحسب ،
بل كان حكيما كذلك :
ولاه رسول الله إحدى الإمارات يوما ،
فلما رجع سأله النبي صلى الله عليه وسلم :
( كيف وجدت الإمارة ) ؟
فأجاب بصدق عظيم :
( لقد جعلتني أنظر إلى نفسي كما لو كنت فوق الناس
وهم جميعا دوني
والذي بعثك بالحق لا أتأمرن على اثنين بعد اليوم أبدا )
كان في حكمته بعيد النظر ذا بصيرة ،
قال يوما لرجل تمنى أن لو رأى الرسول وشهد ما شهد المسلمون :
( يتمنى أحدكم مشهدا غيبه الله عنه ، ولا يدري لو شهده كيف يكون فيه ،
والله لقد عاصر الرسول أقوام كبهم الله في جهنم ،
فاحمدوا الله أن جنبكم ذلك وأخرجكم مؤمنين )
ملأ حبه للإسلام قلبه بمسؤوليته عن حماية الإسلام ،
ليس فقط من كيد أعدائه ، بل ومن خطأ أصدقائه،
خرج يوما في سرية وقد أصدر أمير السرية أمرا خالفه أحد المسلمين دون قصد ، فعاقبه الأمير عقابا أكثر مما يستحق ،
فما زال المقداد بالأمير حتى تبين خطأه واعتذر من الرجل ،
فانتشى المقداد لعظمة الموقف وقال :
( لأموتن والإسلام عزيز )
وقد ثابر على تحقيق هذه الأمنية مثابرة باهرة ، جعلته أهلا لأن يقول له الرسول صلى الله عليه وسلم :
(( إن الله أمرني بحبك … وأنبأني أنه يحبك ))
(رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه)
مدحت رحال ،،،
التعليقات مغلقة.