رجال في الإسلام … بقلم/مدحت رحال
قال عنه عمر بن الخطاب :
( سبقني إلى الحسنيين )
( أسلم قبلي )
( واستُشهد قبلي )
صقر يوم اليمامة ،
(( زيد بن الخطاب ))
الأخ الأكبر لعمر بن الخطاب
أكبر منه سنا … سبقه إلى الإسلام … سبقه إلى الشهادة
كان زيد بطلا باهر البطولة ،
وكان جوهر بطولته ( العمل الصامت )
تجده حين تفتقده
لم يتخلف عن رسول الله في مشهد أو غزاة
يبحث عن الشهادة في مظانها ،
سقط عنه درعه يوم أحد ،
فصاح به عمر :
( خذ درعي يا زيد فقاتل بها )
فأجابه زيد :
( أني أريد من الشهادة ما تريد يا عمر )
لم ينلها هنا زيد
كانت تنتظره في مكان آخر
وكان ينتظره عمل جلل ليس له إلا زيد ،
فتأبت عليه الشهادة هنا
وانتظرته هناك ،
ليكمل هذا الواجب الأخير ، ثم هي تنتظره فاتحة ذراعيها ،
في حروب الردة ،
وكان ذلك يوم اليمامة ،
عبأ خالد بن الوليد قواته
ودفع اللواء إلى / زيد بن الخطاب
وكانت معركة رهيبة
تكلم السيف وصمت اللسان
ومالت المعركة في بدايتها لصالح مسيلمة ،
واستحرّ القتل في المسلمين
وهنا تجلت عبقرية خالد بن الوليد … القائد الأسطورة
وبطولة / زيد بن الخطاب … طالب الشهادة
وحسم المعركة أمران :
كلمة … وضربة سيف
كانت الكلمة من خالد : القائد المحنك ،
صاح في المسلمين : (( تمايزوا ))
أي ليتمايز المسلمون حسب قبائلهم وانتماءاتهم ليستبين الخلل مِِن قِبَل مََن ،
فدبت الحمية في الجند وقاتلوا قتال من باع نفسه ،
وكانت الضربة من سيف من زيد بن الخطاب ،
أطار بها رأس ( الرًجال بن عنفوة )
الذي كان قد أسلم ثم ارتد
وانضم إلى مسيلمة
وكان على الإسلام والمسلمين أشد خطرا وأنكى من مسيلمة نفسه ، بسبب ما بثه في الناس من كذب وبهتان دعم موقف مسيلمة ، وكان اليد اليمنى لمسيلمة ،
وبقتله وقع الوهن في صفوف مسيلمة وجنده ،
وما لبثت أن دارت الدائرة عليهم وانتصر المسلمون نصرا مؤزرا مبينا ،
لقد أدى البطل مهمته ،
وحان وقت الجائزة
ولم تخيب رجاءه هذه المرة
ها هو يسقط شهيدا
تزفه الحور العين في مواكب الشهداء ،
وخير كلمة تأبين للبطل الشاري نفسه ،
قول أخيه عمر :
رحم الله زيدا ،
سبقني إلى الحسنيين
الإسلام والشهادة ،،،
رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه
التعليقات مغلقة.