رجال في التاريخ .بقلم.مدحت رحال
رأس النفاق ،
عبد الله بن أبى بن سلول
من رؤساء الخزرج ،
تعالوا لنتعرف عليه قبل الإسلام ،
فقد شكلت حياته قبل الإسلام موقفه بعد الإسلام ،
الأوس والخزرج أبناء أم واحدة وأب واحد ،
أمهم اسمها قيلة ،
فكان يهود المدينة يدعونهم أولاد قيلة ،
مر الزمان وتكاثرت القبيلتان وتباعدت أواصر القرابة بين أبناء
العمومة على مر الأيام ،
ثم ما لبث أن نشب الخلاف بينهم كما يحصل عادة بين أبناء العمومة ،
ثم تطور الخلاف إلى قتال كان يغذيه اليهود في الخفاء،
والتقى الطرفان فيما يسمى أيام العرب في أكثر من لقاء ،
كان آخرها يوم بعاث
” ذكرت تفصيل هذا اليوم في منشور خاص “
وقُتل في هذا اليوم عدد من سادة القبيلتين
وكان عبد الله بن أبي بن سلول الخزرجي قد اعتزل القتال .
رأى رؤساء القبيلتين أنهم تفانوا لكثرة ما وقع فيهم من تقتيل ،
فأجمعوا الرأي على أن يضعوا حدا لهذا التفاني ،
وأن يملكوا عليهم رجلا يلتقي عليه الطرفان .
كان هذا الرجل هو عبد الله بن أبي بن سلول ،
وقد رشحه لذلك اعتزاله القتال يوم بعاث ،
فلم يُرٓق على يديه دم .
وفيما كان أهل يثرب ينظمون الخرز لابن أُبَي لتتويجه ملكا ظهر الإسلام .
وشُغِل التاس بهذا الدين الجديد ،
ونسوا أمر ابن سلول .
فكان يرى أن محمدا قد سلبه مُلكا ،
وإزاء انتشار الإسلام في المدينة المنورة ، لم يكن أمام ابن سلول
إلا أن يتظاهر بالإسلام ويضمر النفاق ،
ولتأكيد مركزه في قومه ولإخفاء نفاقه ، كان حين ينتهي
الرسول عليه الصلاة والسلام من خطبته ، يقوم بين الناس
ويقول إنه حق عليهم أن ينصروا الرسول عليه الصلاة والسلام .
ولكن ابن سلول لم ينس أنه فقد بالإسلام مُلكا ،
فكان يكيد للرسول وللمسلمين ما وسعه ذلك ،
وقد أرخ له المؤرخون المسلمون الكثير من المواقف المعادية للإسلام ، سأعرض إلى بعض منها للتذكير ، فهي معروفة لكل من قرأ التاريخ الإسلامي :
في غزوة أحد انسحب بثلث الجيش تقريبا بحجة أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يأخذ برأيه في البقاء في المدينة .
في غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع حاول الإيقاع بين المهاجرين والأنصار وقال :
والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منا الأذل .
وهو الذي قال يحرض أهل المدينة :
لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا .
مر الرسول عليه الصلاة. السلام يوما وهو يركب حمارا على مجلس لابن سلول فنهره وقال :
لقد آذيتنا بغبار حمارك ، هلا جلست في مسجدك فيأتيك من يربد سماعك .
موقفه في حادثة الإفك
فقد كان هو الذي تولى كِبره كما ورد في القرآن الكريم
ورغم ما كان معلوما من نفاقه وكيده للإسلام والمسلمين ،
فقد استجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنه عبد الله ،
فأعطاه قميصه ليكفنه به ،
وصلى عليه رغم اعتراض الصحابة وخاصة عمر بن الخطاب على ذلك
فنزلت الآية الكريمة في سورة التوبة :
” ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره “
وبموت ابن سلول ،
انحسرت حركة النفاق بشكل كبير .
التعليقات مغلقة.