رحلةالعمر بقلم عزيزة طرابلسي دمشق
يا رحلةَ العمرِ .. كم طالَ الطَّريقُ بنا !
حانَ النَّذيرُ ولم نبلغْ أمانينا
منذُ انطلقنا وفي أعماقِنا أملٌ
وزادُنا الصَّبرُ ، والإيمانُ يُحيينا
سبعون عامًا وما قرَّتْ لنا مُقَلٌ
والصَّدرُ ضاقَ بما أخْفَتْ مآقينا
استَوقَفَتْنا صروفُ الدَّهرِ ظالمةً
وحاولتْ مِنْ كُؤوسِ اليأسِ تسقينا
فْكُلُّ نائبةٍ حلَّتْ بنا تركتْ
جرحًا يُصيبُ شِغافَ القلبِ ، يُدمينا
عزَّ الأساةُ ، فلا النِّسيانُ يُسعِفُنا
ولا الحياةُ بما يُرضي تُوافينا
أينَ الرِّفاقُ ؟ مضَوا ، ما كان اكثَرَهم !!
وكم جَنينا مِنَ الفرحِ الأفانينا
كانت لنا صحبةٌ تَجلو مواجِعَنا
مِنْ قسوةِ الدَّهرِ والأيَّامِ تحمينا
تناثروا مثلَ أوراقِ الخَريفِ ، فلا
أصداءُ أصواتِهم تعلو فتُشجينا
ولا ملامِحُهم وافتْ لِتُسعِدَنا
ولا مَحبَّتُهم باتت تواسينا
لكنَّهم في صميمِ الروُّحِ قد سكنوا
والذِّكرياتُ لنا زادٌ ، أيكفينا ؟؟
مضى القطارُ بنا يجتازُ مرحلةً
مِنْ عُمرِنا إثرَ أُخرى شامِتًا فينا
وكم مرَرْنا بِأنفاقٍ مُعتِّمةٍ
أمست بظُلمَتِها سودًا ليالينا
يا غربةَ الرُّوحِ ..قد فاضَ الحنينُ بنا
إلى المحبَّةِ ، هل قلبٌ فيُؤوينا ؟؟
فالرّوحُ ظمأى إلى الأُلَّافِ في زمنٍ
ما فيهِ غيرُ بحارِ الغدرِ تروينا
لغزٌ عجيبٌ هيَ الدُّنيا ، حقيقتُها
في عالَمِ الغيبِ ، عنها الكُلُّ لاهونا
وما الغريبُ غريب الدَّارِ في وطنٍ
ناءٍ ، فغربتُنا ما بين أهلينا
يا رحلةَ العمرِ .. أين الصَّحبُ ؟ أين همُ
قد أجدَبَ العمرُ إلَّا مِنْ مآسينا
يا صحبةَ السَّفرِ الطَّويلِ ألم يَئِنْ
أن نستريحَ وأن ترسو مراسينا؟؟
يا ربِّ اِرفق بنا عفوًا و مغفرةً
فما لنا غيرُ نورِ الحقِّ يُنجينا
وما لنا غيرُ بابِ الله نقصدهُ
علَّ الإله بفضلٍ منه يُغنينا
التعليقات مغلقة.