رحلة الي بيت السحيمي بقلم مني الشوربجي
المكان : حي الجمالية
الزمان : العصر العثماني
تم بناء الأثر المعروف ببيت السحيمي في حديقة صغيرة تبعد عن الضوضاء الخارجية نصل إليها من خلال ممر ضيق أشبه بالحارة متفرع من احد شوارع القاهرة الساحرة ..هذا الممر هو حارة الدرب الأصفر المتفرعة من شارع المعز لدين الله الفاطمي بقلب القاهرة بحي الجمالية.
ينقسم البيت قسمين أحدهما جنوبي وأنشأه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي عام ١٠٥٨ هجرية والثاني في الشمال أنشأه الحاج اسماعيل بن شلبي عام ١٢١١ هجرية. ثم دمج البيتان وجعل منهما بيتا واحدا وكان بيتا تقليديا وسمي بهذا الاسم نسبة الي اخر من سكنه وهو الشيخ محمد امين السحيمي.
دون تاريخ بناء هذه التحفة المعمارية على جداريات خشبية مزينة أحد جدرانه.
اما عن وصف البيت فكان عبارة عن عمارة عثمانية.. به صحن توزعت به أحواض مزروعة بالنباتات وأشجار منتشرة به مكونا حديقة جميلة.. موجود على يسار هذه الحديقة في الدور الأرضي صالة لجلوس ومعيشة الرجال وهي ماسميت بالسلاملك تتوسط الصالة فسقية جميلة مزينة بالاحجار الي جانب تحفة فنية داخل نفس الحجرة وهي المشربية وهي عبارة عن بنايات من الخشب المنقوش والمزخرف وكان غالبا مايبطن بالزجاج الملون وكانت توضع على النوافذ لدخول بصيص من ضوء الشمس او حجبه تماما وكانت تسمح بدخول الهواء. وكانت صالة الرجال هذه مغطاه جميعها بالسجاد.
اما الدور العلوي كان يسمى بالحرملك نسبة لأنه مخصص للحريم فنجد به الصالة المخصصة لجلوس السيدات. . جدران هذه الصالة مصفوفة على تجويفات صغيرة بها تشكيلات سيراميك وأشكال مختلفة من فنون الديكور أيضا النوافذ ذات المشربية وكانت في قاعة الحريم فتحاتها صغيرة لاستطاعة السيدات فتحها وإلقاء نظرة خفية على الزوار بقاعة الرجال في الدور الأرضي والحديقة.
أمام قاعة الحريم وفي الحديقة العلوية نجد خانات مخصصة للمياة وهي في الوقت الحالي خاوية ؛ كما توجد أيضا فسقية تطل على الحديقة مكتوب عليه قصائد شعرية ترجع للعصر الذي بني فيه هذا البيت.
يعتبر هذا الأثر من أجمل آثار القاهرة وعلي جدرانه نجد كتابات أثرية تشتمل على تاريخ انشاء البيت وتجديده.. وقد حول البيت الي متحف لاحتوائه على تحف فنية إسلامية هامة مثل أوان خزفية عثمانية من صناعة كوتاهية بآسيا الصغرى. ووجود قناديل زجاجية ذات الألوان الزاهية التي تعطي الحيوية والجمال وكأنها تصف عصرا حالما من الروعة والهدوء.
التعليقات مغلقة.