موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

رحلة مع “عودة الأب “للكاتب محمود حمدون بصحبة محمد كمال سالم

462

رحلة مع “عودة الأب” للكاتب محمود حمدون بصحبة محمد كمال سالم

يقول الأستاذ محمد كمال سالم :

اخترت لكم اليوم هذا النص، أجمل ما قرأت هذا الأسبوع:

ليس كل نص يجبرك أن تتوقف أمامه كثيرا، تعيد قراءته مرارا، يعبث بعواطفك ووجدانك، تتأمل الحالة التي كان عليها المؤلف حين أخرج هذا النص.
كثيرا ما أقف معجبا بما يكتب أ.محمود، فهو لا يترك شاردة أو واردة إلا وسجلها في قصة، هو يكتب ويكتب ويكتب.
لكن هذه المنطقة عنده تبهرني عندما يخوضها أو يتذكرها، فهو دائما ما يعمد لإعمال العقل، والبحث الفلسفي خلف كل لقطة يلتقطها.
أما حين تختمر فكرة مثل هذه، “عودة الأب” حين تخوضك الحياة، حين تتأمل خضمها وما اجتزت من محن أكسبتك الخبرات والتأمل، بالتأكيد يعوز المرء زمنا طويلا وكثيرا من معترك الحياة الملهمة حتى يفرز أروع التراث الإنساني الذي نقف أمامه معجبين متأملين.

هل تُربت أعمارنا علي أعمارنا، أم يلوم بعضها بعضا؟!
المتلازمة العمرية التي ضفرها هذا السرد بمهارة، بحس إنساني مرهف
ناهيك عن القدرة على ترجمة القصة في أقل السطور وأبلغ الكلمات، فهو تكثيف قدير لكاتب يملك أدواته، يعرف سر صنعته.

أقول دون حرج، أنا حزين أن فاتتني مثل تلك الفكرة، وتمنيت لو أن أنا من كتبها، تلك ليست المرة الأولى التي أغبطه على ما اقترفت يداه محمود حمدون.

” عودة الأب ” محمود حمدون

ما بال هذا الرجل !, رأيته بطريق عودتي مساء أمس , كان يجلس وحيدًا , ينأى بنفسه عن صخب الحياة من حوله ,ينفرد بنفسه وينكفئ عليها كأنما ينشغل بذاته عمّا سواه , حسبته للوهلة الأولى , شحاذًا يأس من سؤال الناس فاستراح بعد عناء من مد اليد للمارة , لكنّي رأيت أناقة تغمره , لحظت أن حذائه يلمع , مهندم البنطال , قميصه الأبيض لا يزال يحتفظ ببعض رونقه , بدا ليّ أن عروق يده نافرة ,
غير أنّي لمّا اقتربت منه وجدت عضلات ساعديه بارزة كأنما كان يخوض صراعًا منذ برهة مع الحياة , تتشابك أصابع يديه , تختفي قسمات وجهه تحت كثافة لحيته الرمادية , بينما تضوي صلعته تحت ضوء عامود إنارة يقف وحيدًا .
رأيته يستغرق في تفكير عميق , كأنما يتدبر شئون الكون , أو كارثة حلّت به منذ قليل ,اقتربت منه وقد غمرتني شفقة كبيرة عليه , مددت يدي على استحياء وربتُّ على كتفه الأيسر وقلت : عذرًا سيدي , هل أصابك تعب ؟ أترغب في مساعدة ؟ هل أحضر لك طبيبًا ؟ أجائع أنت ؟ هل فقدت حافظة نقودك وتتحرّج أن تسأل الناس للعودة ؟
ثم من أين أنت ؟ ملابسك وهيئتك تقولان أنك لست من هذه المنطقة ؟! لعلّي سألته كثيرًا , كلما طرحت سؤلي , كان يعتصم هو بصمت غريب , يستقر على وضعه وجلسته كما هو , فلما فرغت جعبتي وبان ليّ حرج موقفي , أردت الهرب ,حينها رفع رأسه إليّ فرأيتني أمام شبابي منذ أربعين عامًا ,
ألجمتني المفاجأة , تحجّرت دمعة بعيني , تحشّرجت كلمة كدت أنطق بها لكنها وقفت بحلقي , ولمّا أفقت من ذهولي , وجدت صبيًّا دون العاشرة يقف خلفي , يربت برفق على كتفي الأيسر يهمس ليّ : تائه أنت يا جدّي ؟ هل نالك تعب؟ هل أحضر لك طبيبًا أو مساعدة ؟ , كأني سمعت هذا الصوت من قبل , بل أعرفه جيدا , فرفعت رأسي إليه وقد تحجّرت دمعة بعيني وغصة استقرت بحلقي , نظرته فرأيتني صبيًّا ألهو مع أقراني وأمي تناديني محذّرة ـأن أبي حان موعد عودته ..رحلة

التعليقات مغلقة.