رداءُ الشعورِ للشاعر عبد اللطيف غسري
أطَوَّفَ بي شَجَنِي أمْ طَفَا
على صَفْحَةِ القلْبِ حتى انْطفَا
.
أمِ الحُلْمُ منْ صَوْبِهِ نافِرٌ
أخِيطُ بهِ للأنا مِعْطَفَا
.
أسَاجِيَةَ المُقْلَتَيْنِ انْظُري
فؤادًا حَواليْكِ قدْ رَفْرَفَا
.
كحُسْنِكِ منْ رَبَوَاتِ الصباحِ
ومنْ شُرْفةِ البدْرِ قدْ أشْرَفَا
.
تسِيلُ الأناشيدُ مِنْ جانِبِيْهِ
وَلوْ صَدَّها عنكِ أوْ كَفْكَفَا
.
فَيَخْضَرُّ وَقْتِي بها بَهْجةً
وَيَخْضَلُّ مِنْها دَمِي أحْرُفَا
.
إذا ضمَّ عهدًا لِعهدٍ وفَى
وَإنْ لَمَّ شَعْثًا بوَصلٍ كفَى
سَلِي مِثْلَما شِئْتِ أن تسْألي
عَنِ الماءِ في جَدْوَلي كمْ صَفا
.
عنِ الزهْر في غيْضَتي كمْ نما
وبالنحْلِ بينَ المروجِ احْتفَى
.
فقبَّل خدَّ الدجى وانْتشَى
بغيْر سُلافتِها ما اكْتفَى
.
سيُخْبرُكِ النهْر في صمْتِهِ
بأنِّي اغْتسَلْتُ بماءِ الوَفَا
.
وأنِّي رَفوْتُ رداءَ الشعورِ
فأضْحى الفؤادُ بهِ مُتْرَفَا
.
وطرَّزْتُهُ بالفراشاتِ حتى
إليْهِ هفَا الوَرْدُ أوْ هفْهَفَا
.
سيُخْبرُكِ الوقتُ أنِّي به
صبَرْتُ على الهمِّ حتى انْتفَى
.
وما وَهَنَتْ هِمَّتي عنْ غدٍ
إذا كانَ يومي قليلَ الصَّفَا
.
أحاذرُ أنْ أسْتبيحَ الربيعَ
فأُفْزِعَ بُلْبُلَهُ المُدْنَفَا
.
وآنَفُ مِنْ عَبَثٍ قدْ بدا
بِأعْيُنِ غَيْريَ مُسْتلْطَفَا
.
فَأقْطِفُ ضَوءًا على البُعدِ في
مَداهُ تَعَذرَ أن يُقْطَفَا
.
خذيني إذا ما اصْطفاني هواكِ
فإنِّي جديرٌ بأنْ أُصْطَفَى
التعليقات مغلقة.