موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

رسائل جولييت درو لفيكتور هوجو من كتاب رسائل الحب على مر العصور. مترجمة بتصرف من الدكتور خالد العجماوي

1٬179

رسائل جولييت درو لفيكتور هوجو من كتاب رسائل الحب على مر العصور.
مترجمة بتصرف
من الدكتور خالد العجماوي

مقدمة:

كانت فترة مظلمة كئيبة في حياة فيكتور هوجو قبل أن يقابل السيدة جولييت درو في عام ١٨٣٣؛ إذ يبدو أن زوجته “أديل” كانت قد قامت بخيانته وقتها، فعاش أياما كئيبةحتى ظهرت في حياته جولييت، والتي كانت معروفة كممثلة مسرحية، تعددت لديها الأدوار فوق خشبات المسارح، كما تعدد في حياتها الرجال والعشاق قبل أن تتعرف على هوجو. بدأت قصتهما حين مثلت في إحدى مسرحياته، وبعد أن سكنت في بيت صغير بالقرب من منزله في مقاطعة “لي ميتز”، والذي كان يسكنه مع زوجته، حيث دأب العاشقان على أن يتقابلا في منتصف الطريق بين المنزلين، وأن يضعا لبعضهما لفافات الخواطر، والرسائل تحت جذوع أشجار البندق، وأغصان اللوز.

الأحد الثامنة والنصف مساء. ١٨٣٣


لا بد أن أكتب سطرا مملوءا بالحب قبل أن أكتب أو أعد الكلمات في هذا الخطاب. عزيزي المحزون؛ أحبك!..أحبك!..هل تفهم؟ إنها كلمة معقودة بكل ما لدي من إخلاص ونزاهة. أحبك حبا صادقا ومخلصا، وأكاد لا أرى غيرك، أكاد أتنفسك، ولا أرغب في سواك.، ولا أحلم بشخص إلا أنت يا فيكتور. ألخص كل هذا في كلمة تحمل كل هذه المشاعر: أحبك.
لذلك يا عزيزي لا تدع فرصة للحزن والشكوك في داخلك. اسمح لنفسك أن تحبك امرأة وكن سعيدا بما تمنحه إياك من حب. لا تخف مني يا فيكتور، ولا تشك في شعوري نحوك، ولسوف نهنأ بما في كلماتنا من دفء محموم.
أنتظرك يا حبيبي بفارغ الصبر، وإني لأستعد لك بكل ما لدي من مشاعر دافئة وظامئة إليك.
حبيبتك جوجو.

الأربعاء الثانية والنصف ظهرا. ١٨٣٣


لا أستطيع أن أمنع نفسي من الكتابة حول ما وجدته منك هذا الصباح. سواء كان من كآبة الشعور التي أحسستها في داخلك، أوفي نظرات الشك التي طالما تقذفني بها حول إخلاصي في حبك. تلك النظرة الظالمة تقتلني يا فيكتور. إنها تخيفني فتجعلني أخفي عنك أحداثا كنت أود لو أسردها لك. اليوم مثلا، جاءني أحد الدائنين فدفعت له من المال خاصتي دون علمك أو سؤالك. لأنك دائما ما تخبرني بأني لا أحبك. تعابيرك تشي بأن لديك عني أفكارا مخجلة، ربما لأجل ما كان عندي من ماض قبل أن أعرفك. ولكنها أفكار خاطئة يا فيكتور. أفكار خاطئة، وظالمة، وقاسية!
أحبك لأني أحبك. أحبك دون سؤال أو حسابات، ودون أسباب سيئة كانت أو جيدة. بكل روحي وكياني أحبك. صدقني يا فكتور لأنها الحقيقة. وإن لم تفعل فسأفعل كل ما في وسعي كي تصدقني، حتى وإن قدر لي أن أبذل نفسي وروحي في سبيل أن يزول ما في نفسك وروحك من شك نحوي أو ارتياب.
اعذرني لأجل أفكاري المضطربة هذه، والتي ليس لها من سبب سوى أنك لا ترى في حبي إليك غير نزوة لا تستحق منك اهتمام! أعلم أن رسالتي قد طالت. ولكني كتبتها كي أبث إليك ما أحمله من شجون في داخل روحي.
أحبك. حقيقي أحبك. صدقني.
جولييت.

الأربعاء الثانية بعد منتصف الليل. ١٨٣٣

عزيزي فيكتور..
صدقا أحبك، كما أني لا أجد رجلا يستحق مني أن أتفانى في حبه سواك. أراك أقرب الأصدقاء، كما أني أراك أخلص الرجال وأنبلهم. يؤلمني أن يمنعك عن الوثوق فيّ ما تحمله الأيام من ماض لا أحبه. لم أكن أهتم بماضي قبل أن أعرفك، ولكن حبك غيرني بشدة. صرت أتمنى لو أستطيع أن أمحو ذلك الماضي من سجل أيامي وليالي. هل يستطيع الحب أن يمحو أثر ماض بغيض؟ أفكر في هذا كثيرا كلما وجدت في عينيك تلك النظرة المملوءة بالريبة!
ولكن حبيبي فيكتور.. حبك هو ملاكي الحارس الذي أرسله الرب لي ليطهرني من دنس كان في أيامي الفائتة، وليبرأني من خطايا كنت قد اقترفتها قبل أن أعرف طهر عينيك .وليقدس نفسي حين تكون قريبة من روحك العالية النبيلة. كل شيء ممكن يا فيكتور إن أردنا له أن يكون ممكنا. سأكون امرأة صالحة تستحقك، فقط إن أنت أردت فساعدتني.
أخيرا، أقول يا روحي، وحياتي، وملاكي الحارس: أحبك!
جولييت.

١٨٣٣.


تقترب الساعة الآن من السادسة مساء، وقد انتهيت لتوي من نسخ الفقرات التي أعطيتني إياها البارحة. حقيقة لست بارعة في استخدام الكلمات التي تقولها طبقات النبلاء مثلك، ولكني فقط أقول إنني بكيت بشدة. بكيت أول مرة حين تلوت هذه الفقرات بصوتك الرخيم، ثم بكيت وأنا أقرأها لنفسي ويداي تنسخها، وبكيت في نومي وأنا أستدعيها في عقلي. كم أشكرك يا فيكتور. أشكرك لأنك فكرت فيّ وأنت تكتبها، فجعلتني إلهامك الذي وضع فيك هذه المشاعر الفياضة بالنبل. إن لجميل سطورك فعل السحر العجيب، حيث هدأت من ألم نفسي واضطراب روعي، كما أشكرك لسمو روحك وطهر نفسك العالية بالشرف.
كم أحبك! وإن قلبي ليذوب حبا وامتنانا لقلبك وروحك. وإنه ليحمل في نبضه جنات وأنهار تتوق لك ساكنا ومقيما عزيزا.
آه لو تعلم مدى شوقي إليك. تعال وستعلم. ولو أنك علمت لجئت إلي دون تردد أو تأخير. إني لأرجوك أن تأتي يا فيكتور، تعال ولسوف أهديك قبلة فوق شفتيك، وابتسامة حانية، ومتع صافية، لكل خطوة تخطوها نحوي، وعن كل ميل تقترب فيه إلي في هذه الدنيا المملوءة بالبرد والضباب.

عشرون من ديسمبر. ١٨٣٣

حبيبي فيكتور
يبدو أنني لم أعد عند حسن ظنك، ويبدو أني ما عدت أستحقك! بل وربما قريبا جدا ستكرهني، بل وربما تنساني. أشعر بهذا، حيث يخبرني به حدسي الذي لا يخيب. أعرف أنك الآن تلومني على معاناتك معي. أتعبتك يا فيكتور. أتعبتك من فرط حبي وغيرتي عليك، فصرت تجدني سجنا ترجو لو أنك تتحرر من قيوده التي تؤرقك. إن مصيري يخيفك، وإنك لا تريد أن تربط مصيرك به بأي حال. كأنك لم تعد تحبني، بل وكأنك صرت تكرهني.
أشعر بالصداع! كم أتمنى أن أموت!
كنت مخطئة إذن حين بحت إليك بما في قلبي من كلوم أودعتها فيه روحك وعيناك. تلك الجراحات المملوءة بالغيرة والتي تكاد تمزقه في ضلوعي. كان لا بد لي أن أخفي تلك المشاعر، وألا أحلق بعيدا إلى تلك الأحلام السعيدة والمغموسة في العشق والحب.
حبيبي فيكتور. لا تتركني. أكاد أجثو على ركبتي راجية ما في روحك من نبل وطهارة، كي لا تتنصل مني ومن حبي. لا تجعل للناس سبيل إلى نقد حياتنا وهدم سعادتنا. من ذاك الذي يستحق لأجله أن نضحي بأيامنا وليالينا؟ من ذاك الذي يستحق أن يسلبنا إرادتنا في أن نقترب معا، كي نكون روحا واحدة بجسدين؟ علاقتنا يا فيكتور تخصنا وحدنا، وإني لأعتبر نفسي مسئولة من نفسك ورجولتك. كيف لا وأنا أتنفس من خلال شفتيك، وأرى من ضوء عينيك، وأعيش لا بقلبي وإنما بنبض قلبك وروحك. بدونك يا فيكتور سوف أموت راضية. فأنا لن أكون في هذه الدنيا إلا جسدا فانيا أو عدما لا ذكر له أو حياة.
لحظة! ليس هذا تهديدا كي تظل معي، كما أنني لا أبالغ حين أصف ما أجده في قلبي نحو وجودك بقربي. إنها الحقيقة وفقط. تلك المأساة التي أردت أن أخفيها حتى عن نفسي فلم أقدر.
أريدك يا فيكتور. أحتاجك. ليس لي وجود دونك. فكر فيما أقول. حاول أن تحبني كما أحبك، وأن تتقبل وجودي في حياتك، رغم ما لدي من أحزان دفينة وحظوظ تعيسة حاول يا فيكتور.
جولييت.

الجمعة الثامنة مساء. ١٨٣٣

لو أنني امرأة حاذقة ذكية، لاستطعت أن أصف لك أيها العصفور ما في جناحيك من روعة، وما في زقزقاتك من فتنة وجمال.
ولو أنني كنت بارعة، لقلت إنك الأجمل في كل العصور. كنت سأقولها حقيقة ناصعة واضحة؛ بيد أني سأحتاج إلي صوت أعذب من كل الأصوات الحلوة في هذا الكون، حيث أن صوتي لا يليق بجلال بهائك وحسنك. لن أخبرك كم أنت فاتن أيها العصفور لغيرك من الطيور والعصافير، والتي تشدو بدورها كل صباح حين ترى ما حولها من جمال. أحتفظ لهم بالفتنة والإعجاب، وأن يتغنوا بحسنك وجمالك أيها الفتان، غير أني أحتفظ لنفسي بحبك المدفون في فؤادي وروحي. ربما ليس لحبي صوت كما عند أولئك العصافير الشادية لك، ولكني أراني أكثر صدقا وحرارة. لست قادرة على وصف شعوري بالكلمات يا فيكتور. ولكني أراك في كل ما هو جميل حولي؛ في الألوان، وفي العطور، وفي الألحان، بل وأراك تفوقهم حسنا فوق حسن، وجمال فوق جمال! أنت جميع هؤلاء إذن!
لا أقول إنك ألوان الطيف السبعة وحسب، بل إنك الشمس، تلك التي تشع حرارة، ونورا ودفئا.
هذا أنت يا فيكتور، وأنا المرأة الوحيدة في العالم التي تدرك هذه الحقيقة.
جولييت.

التعليقات مغلقة.