رسائل حب في زمن الحرب بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري
رسائل حب في زمن الحرب بقلم عبد الصاحب إبراهيم أميري
طامة كبرى حلت بالبلاد ، عندما قرر النظام التخلص من غير الموالين لنظامه بالتبعيد تارة والسجن والقتل تارة اخرى، زرع الرعب في قلوب المواطنين ليحكم، فبات الظل رهيبا، قوافل التبعيد شملت الالاف من المواطنين، كبارا وصغارا دون الاهتمام باعمارهم. بعد جردهم مما يملكون،، لوحة سوداء قاتَمة يصعب تصورها رسمها النظام بألوان قاتمة، تتخللها موسيقى الموت وممن ابعدا ابوي، صالح الطالب الجامعي في سنته الأخيرة، انقطعت كل سبل طرق التواصل مع أبويه العجوز ين ، بعد ابعادهما قسرا عن وطنهما الذي ترعرعا فيه ، أظلمت الدنيا بوجه الشاب الجامعي، لا الشمس تشرق، ولا السماء تمطر، وكأنه يطوي الصحراء ليلا، ظل وحيدا في موطنه بين ليلة وضحاها ، لا سقف يأويه،. ولا عمل يعتمد عليه في تسديد نفقات دراسته، وحتى ماكله بات معروفا (فلافل)، لرخصه الشديد، ثلاثون فلسا، تقضي على كل بطن جائع، وبطن صالح إحدى هذه البطون .
والطامة الكبرى، وصل إلى مسمعه ان والده، توفي ما أن حط اقدامه في ديار الغربة الديار التي لم يراها حتى في أحلامه ، كل هذه المصائب احاطت ببطل قصتنا، فالسواد بات ملبسه، والعوز والحرمان حكايته،
هذه العواصف السوداء، وغضب السلطة لم تثنيه عن عزمه ولم تتمكن من أجباره على الانحناء والخضوع. لا للسلطة ولا لأحد كان حتى تعود الشمس للشروق بوجهه الحزين ، قرر مع نفسه ،. أنهاء جامعته رغم المطبات والحواجز وتعين دربه، دون شمس مشرقة
بدأ رويدا رويدا يعتاد على هذه الحالة الجديدة من العيش القاسي، وركب كل الصعاب، حتى الرياح الهوجاء ما أن شاهدت عزمه. استلمت له وغيرت طريقها، العزم والارادة هي التي تطوي الحديد وهي التي تقود الإنسان للنجاح،
وصلته اول رسالة حب من والدته بعد أن اجتازت دولتين،، فوصول الرسالة بشكل مستقيم تعني تهمة التجسس والوقوع في قبضة النظام ، وتكون ضيفا في سجونها. يطعموك بالمجان ، والسياط تنهال عليك
-اعترف
-لا شيء عندي للاعتراف به
لن تمهلك السياط، مالم تعترف،. او تتفق معهم على ما تقول للا عتراف ،. كي يكفوا عن الضرب، يملى عليك الجلاد الاعتراف. توقع وتبصم، ولا ترى النور بعدها حتى تقاد للقبور الجماعية وتنظيف السجون من المساجين
امه لا تجديد القراءة والكتابة. فهي درست القرآن. خارج حدود المدارس، واعتمدت على قريبة لنا تنتظر خطيبا، لتنهي العنوسة، وصالح لظروفه الصعبة سيستسلم و ياخذها إلى قفصها الذهبي ، فكانت الرسالة طعما للإيقاع بصالح، غزلا عن لسان حال امه، تصف فيها عروسته وعرسه، لعله يقع في حبها،
الرسالة بصفحاتها الثلاث كانت غزلا من نوع غريب ، وهو في حيرة من أمر سقفه وماكله ، والنظام الذي يدعوه بين حين وآخر للانتماء، هروبه من إجابة النفي عقابها السجن وملحقاته الخفية،
وكان لابد من الرد على الرسالة، بنفس الطريقة تخترق بلدين وإلا سيصيبهم القلق
وان يكون له ترحيبا بالعرس والعروس، وإلا ستندم الكاتبة ولن تكتب ثانية لأمه اية رسالة، تعددت الرسائل وتوسع خبر العرس والعروس بين الأهل والاقرباء عن لسان الفتاة وإنها بدأت تحلم في العريس ليل نهار مع انه لم يقل لها أي كلمة تشم منها رائحة الحب
وهو لايدري كيف يواجه الموقف ان وصل سالما بعد انتهاء الحرب
التعليقات مغلقة.