رسائل حب في زمن الموت… عبد الصاحب إبراهيم أميري
رسائل حب في زمن الموت
عبد الصاحب إبراهيم أميري
؛؛؛؛؛؛؛
انقطعت كل سبل طرق التواصل مع ابويه العجوز ين، بعد ابعادهما قسرا عن وطنهما الذي ترعرعا فيه ، أظلمت الدنيا بوجه الشاب الجامعي، لا الشمس تشرق، ولا السماء تمطر، وكأنه يطوي الصحراء ليلا، ظل وحيدا في موطنه بين ليلة وضحاها ، لا سقف ياويه،. ولا عمل يعتمد عليه في تسديد نفقات دراسته، وحتى ماكله بات معروفا (فلافل)، لرخصه الشديد، ثلاثون فلسا، تقضي على كل بطن جائع
والطامة الكبرى، وصل إلى مسمعه ان والده، توفي ما أن حط اقدامه في ديار الغربة الديار التي لم يراها حتى في منامه ، كل هذه المصائب احاطت ببطل قصتنا، فالسواد بات ملبسه، والعوز والحرمان حكايته،
هذه العواصف السوداء، وغضب السلطة لم تثنيه عن عزمه ولم تتمكن من اجباره على الانحناء والخضوع. لا للسلطة ولا لأحد كان حتى تعود الشمس للشروق بوجهه الحزين ، قرر مع نفسه ،. أنهاء جامعته رغم المطبات والحواجز وتعين دربه، دون شمس مشرقة
بدأ رويدا رويدا يعتاد على هذه الحالة الجديدة من العيش القاسي، وركب كل الصعاب، حتى الرياح الهوجاء ما أن شاهدت عزمه. استلمت له وغيرت طريقها، العزم والارادة هي التي تطوي الحديد وهي التي تقود الإنسان للنجاح،
وصلته اول رساله من والدته بعد أن اجتازت دولتين،، فوصول الرسالة بشكل مستقيم تعني تهمة التجسس والوقوع في قبضة النظام ، وتكون ضيفا في سجون النظام. يطعموك بالمجان ، والسياط تنهال عليك
-اعترف
-لا شيء عندي للاعتراف به
لن تمهلك السياط، مالم تعترف،. او تتفق معهم على ما تقول،. كي يكفوا عن الضرب، يملى عليك الجلاد الاعتراف. توقع وتبصم، ولا ترى النور بعدها حتى تقاد للقبور الجماعية وتنظيف السجون من المساجين
امي لا تجديد القراءة والكتابة. فهي درست القرآن. خارج حدود المدارس، واعتمدت على قريبة لنا تنتظر خطيبا ياخذها إلى قفصها الذهبي كي تكتب لها الرسالة ، فكانت الرسالة غزلا عن لسان امي تصف فيها عروستي وعرسي، وانا في حيرة من أمر سقفي وماكلي ، والنظام الذي يدعوني بين وآخر للانتماء، كي يريني الشمس وماء المطر. وهروبي من إجابة النفي عقابها السجن وملحقاته الخفية،
وكان لابد من الرد على الرسالة، بنفس الطريقة عبر بلدين وإلا سيصيبهم القلق
وان يكون لي ترحيبا بالعرس والعروس، وإلا ستندم الكاتبة ولن تكتب ثانية لأمي اية رسالة، تعددت الرسائل وتوسع خبر العرس والعروس بين الأهل والاقرباء عن لسان الفتاة وإنها بدأت تحلم في العريس ليل نهار مع انه لم يقل لها أي كلمة تشم منها رائحة الحب
وهو لايدري كيف يواجه الموقف ان وصل سالما
عبد الصاحب إبراهيم أميري ،
،،،.
التعليقات مغلقة.