رسائل كورونا الخفية للبشرية .. بقلم دكتور / صبحي زُردُق
يتسائل الناس من أين خرجت ؟ ولماذا جاءت ..؟ أهى عقاب للظالمين؟ أم هى إختبار للمتقين ..؟
و لكن بعيداً عن هذا و ذاك ، يستطيع من يُمعِن النظر في الجائحة و في سرعة انتشارها و ضراوتها و تأثيرها القوي على الصحة أن يستشف رسائل خفية وراء ذلك الفيروس الضئيل الخطير ، من تلك الرسائل ما هو عام للدول و المجتمعات ، و ما هو خاص للأفراد ..
فكورونا قد تأتي للغني لتقول له :كم ظلمت و كم كذبت كي يزداد مالك ! المال ليس كل شىء ، فقد يأتيك المرض ليأخذه منك عنوة ، ولتذكره بالفقراء .. هل زكيت؟ هل تصدقت ؟.
و قد تأتي للمؤمن لتقول له : أرني مدى إيمانك و تقواك ؟ أرني مدى صلابتك في دينك؟ أم هو القول بلا عمل ..
و قد تأتي للفقير لتقول له : لماذا أنت حزين ؟ اشكر ربك ، فنعمة الصحة أفضل من نعمة المال..
و قد تأتي للعاصي المُقصر لتقول له : الموت قريب ؟ فمتى تدع ما أنت غارق فيه من معاصي و تقصير؟ أما حان الوقت أن تعود ..؟!
و قد تأتي للمشهور لتقول له : كفاك غروراً و تكبر على الخلق ، فالموت قد يحدث فجأةً .. و لن يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرةٍ من كِبْر .
و قد تأتي للظالِم لتذكره بالموت و يوم القيامة ، لعله يكف عن ظلمه لتقول له : دع الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ..
تلك هى رسائلها الخاصة للأفراد ، أما رسالتها العامة للدول و المجتمعات فهى: لا يُغرَنكم ما توصلتم إليه من عِلم و تقدم دنيوي، فما أوتيتم من العِلم إلا قليلاً ، و لا يغرنكم ما حققتموه في سنوات طوال من اقتصاد قوي فأنا كفيروس ضئيل قادر على تدميره في أسابيع معدودة .. لذا أقول لكم : و ما أنتم بمعجزين .
تلك هى الرسائل الخفية في جائحة كورونا ، و التي يجب أن يعيها جيداً كل من الأفراد و الدول لعلهم يصلحون ما أفسدوا و لعلهم يرجعون .. متذكرين في ذلك قوله تعالى في سورة الروم « ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ” .
التعليقات مغلقة.