رسالة أم فراس.. إلى ابنها في ديار الـغـربـة….
الــشــــاعــر : محمد عبدالرحمن كفرجومي
توفيت أم فراس ورافقتها الحسرة في قبرها رحمها الله تعالى
و قصة هذه القصيدة واقعية
١- جاءت إليَّ تَغَصُّ أمُّ فِراسِ
بِكَلامِ أمٍّ تشتكي وتُقاسي!!
٢- قالت: أنا أمّيَّةٌ فاكْتُب إلى
وَلَدي الَّذي يختالُ في تَكساسِ!!
٣-وكتبتُ أبياتاً لها بلسانِها
فيها تقولُ بخالصِ الإحساسِ:
٤- مِن أينَ أبدأُ يابُنَيَّ رِسالتي
وأنا الحزينَةُ من نَواكَ أُقاسي!!
٥- بل كيفَ تحملُ-يابنيَّ-مشاعري
عبرَ الأثيرِ صحائفُ الكُرَّاسِ!!
٦- هذا كتابي، مُهجتي مُنداحَةٌ
بينَ الحُروفِ وأسطُرِ القِرطاسِ!!
٧-ظهري انحنى قوساً وأصبحَ عظمُهُ
مُتهالكاً وتساقطت أضراسي!!
٨- شَوقي لِرؤيتِكَ البهِيَّةِ جامحٌ
عُد للدِّيارِ وربعِها ياقاسِ!!
٩-عُد للدِّيارِ فليس غيرُ دِيارِنا
تُؤويكَ في يُسرٍ وفي إفلاسِ!!
١٠- عُد لي ، فغرفتُك التي غادرتَها
بقِيت كماهِيَ دونَ أيِّ مساسِ!!
١١-في كلَّ إصباحٍ أُعانقُ بابَها
فأحِسُّ منها مثلما إحساسي!!
١٢-أنسيتَ من حملتكَ تسعةَ أشهُرٍ
إنِّي أظنُّكَ لم تكن بالناسي!!
١٣-أسَلوتَ عنِّي.. إنَّني امسيتُ في
مرضي كَطَيرٍ في فَمِ الهِرماسِ!!
١٤-لأَميرِكا ولداً غَدوتَ مُدلَّلاً
وأنا الجَريحةُ لا أطيقُ لِباسي!!
١٥- وتركتَ أُمَّكَ للدُّموعِ وَحيدةً
مبتورةً، تبكيكَ دونَ مُواسِ!!
١٦-لاخيرَ فيكَ إذا نسيتَ عُروبةً
ومشَيتَ خلفَ الشُّقرِ في تَكساسِ!!
١٧-يكفيكَ هجراً يابنيَّ، تُرابُنا
أغلى كثيراً من بريقِ الْماسِ !!
١٨-قالوا بأنَّكَ لن تعودَ،فقلتُ:بلْ
هو عائدٌ.. واللهِ ربِّ الناسِ !!
١٩-عُد يابُنَيَّ، فإنَّني لم يبقَ في
عُمُري سوى إطلالةٍ ياقاسِ!!
٢٠-فإذا قرأتَ مع الصَّباحِ رسالتي
كُن في المَساءِ بِحضنِ أمِّ فِراسِ!!
*** القصيدة لها بقية.
التعليقات مغلقة.