رسالة إلى الشعر بقلم أحمد فخر الدين
سَمِعتُكَ.. فانْتَشَى قَلْبِي بِلَحنٍ
يُحَلِّقُ في مَدَاكَ بِلَا جَنَاحِ
.
ولَمْ يُنْصِت مَدَاكَ لِنبْضِ قلْبٍ
تَثَمَّلَهُ هَوَاكَ بِغَيْرِ راحِ
.
وما أَصغَى إلى خَفَقَانِ صَدرِي
سِوَى شَوْقٍ يُكَابِدهُ جُنَاحِي
.
أَيَا مَنْ طارَ في الوِديَانِ روحًا
يُحَوِّمُ في الغَمَامِ وفي الرِّيَاحِ
.
يُؤَجِّجُ في الدُّجَى نَجمِي و يُخْبِي
ليُسْلِمَنِي المساءُ إلى الصباحِ
.
ويُؤْوِينِي النهارُ لفَيْء رَوْضٍ
فتَحكِينِي الفَرَاشَةُ للأقَاحِي
.
كَدَالِيَةٍ تُمَشِّطُهَا صبَايَا
سَكِرنَ بِكَرمَةِ الخَمْرِ الـمُبَاحِ
.
يُدَوِّرنَ الكُؤوسَ عَلَى هَوَايَ
ويَسْكُبْنَ الصَّبَابَةَ في جِرَاحِي
.
ويُرخِيْنَ الشُّجُوَنَ بِخِدرِ نايٍ
يَئنُّ عَلَى الحبيبِ المُسْتَباحِ
.
أَمَا يَكْفِيكَ ما أفْنَيْتَ مِنِّي
وما تَذْرُوا رِيَاحُكَ مِنْ بِطَاحِي
.
وما أَرْسَلْتَ مِنْ خَيْلٍ ولَيْلٍ
وبِيْدٍ ظامئاتٍ للقَرَاحِ
.
فَدَعنِي في طريقِي كَيْ أُوَافي
ولا تُكْثِر علَيَّ مِنَ النَّوَاحِي
.
وذَرنِي حَيْثُ أمْضِي في يقيني
فما أرضُ الشُّكُوكِ بمُسْتَراحي
التعليقات مغلقة.