رسالة إلي ناصر…
وجيهة السطل
صباح الخير والوفاء يا كل المصريين. صباح الأمل في غد مشرق ومستقبل يليق بمصر وشرفائها
هناك أشخاص يعيشون في الوطن ….. وأشخاص يعيش الوطن في أعماق قلوبهم ….
وهناك أشخاص هم الوطن عينه : دفؤه وعشقه وجماله ونبله؛ طبيعته الساحرة ،وخيراته الوفيرة ، ونيله المعطاء ،وشعبه الكريم الجميل النبيل.
.وهكذا كان جمال عبد الناصر
مات الجسد فقط ،وبقيت حيا في قلوبنا ،نفزع إلى خطبك وصورك كلما أحسسنا مرارة الواقع واضطرابه ،وأردنا سندا قويا نحتمي به.
رحمه الله رحمة واسعة، وجعل له الفردوس الأعلى مستقرًّا ومقامًا
لم أجد في ذكرى ميلاد الزعيم الخالد أفضل مما قالته الشاعرة الكويتيه سعاد الصباح
في قصيدتها
رساله الي ناصر ….
كنا كبارًا معه في كتب الزمان..
كنا خيولاً تشعل الآفاق عنفوان..
كان النسر الخرافي الذي يحلنا
على جناحيه إلى شواطئ الأمان
كان كبيراً كالمسافات ..
مضيئاً ، كالمنارات ..
جديداً كالنبوءات ..
عميق الصوت كالكهان ..
وكان في عينيه برقٌ دائم
يشبه ما تقوله النيران للنيران
كان هو الأجمل في تاريخنا
والنخلة الأطول في صحرائنا
كان هو الحلم الذي يورق في أهدابنا
كان هو الشعر الذي يولد مثل البرق من شفاهنا
كان بنا يطير فوق جغرافية المكان
مستهزئًا من هذه الحواجز المصطنعة
من هذه الممالك المخترعة
من هذه الملابس الضيقة المضحكة المرقعة
من هذه البيارق الباهتة الألوان
يا ناصر البعيد قد أوجعنا الغياب..
نمد أيدينا إليك كلما حاصرنا الصقيع والضباب..
نبحث عن عينيك في الليل ولا نمسك إلا الوهم والسراب..
يا ناصر العظيم أين أنت ؟ أين أنت ؟
بعدك لا زرع ولا ضرع ولا سحاب
بعدك لا شعر ولا نثر ولا فكر ولا كتاب
بعدك نام السيف في مرآبه وانتشر الذباب
يا ناصر العظيم
هل تقرأ أخبار الوطن
فبعضه مغتصب ..
وبعضه مؤجر …
وبعضه مقطع وبعضه مرقع
وبعضه مستسلم..
وبعضه ممزق وبعضه ليس له سقف ولا أبواب
يا ناصر العظيم لا تسأل عن الأعراب
فإنهم قد أتقنوا صناعة السباب
وواصلوا الحوار بالظفر وبالأنياب
وحاصروا شعوبهم بالنار والحراب
يا ناصر العظيم سامحني فما لدى ما أقوله
في زمن الخراب …
التعليقات مغلقة.