رسالة الشعر بقلم عزيزة طرابلسي
ما زلتُ اؤمن أنّ الشِّعرَ رسالة ، وأنَّهُ يخاطِبُ الإنسانَ عقلًا وعاطفةً ومُعتَقَدًا ..
وهذهِ رسالتي إلى كلِّ أصدقاءِ الحرفِ مِنَ الشَّواعِرِ والشُّعراءِ عبر هذا الفضاء الأزرقِ الرَّحب ….
صديقي ..يا رفيقَ الحرفِ
لا ترحلْ عنِ الوطن
ولا تبحثْ عنِ الأصحابِ
بينَ تفاهة البشرِ
ولا تركُنْ لإنسانٍ
يقيسُ النَّاسَ في ميزانِ
أسماءٍ ، وأنسابٍ ، وأديانِ
ففضلُ المرءِ بالتَّقوى
وبالإخلاصِ في قولٍ وفي عملِ
صديقي .. يارفيقَ الفِكرِ
إنَّ الشِّعرَ ناداني
لِأدنو منكَ عن ثِقَةٍ وإيمانِ
بأنّ الصِّدقَ يجمعُنا
وأنَّ الغاية السُّميا
مِنَ الأقلامِ والأدبِ
هيَ الإصلاحُ في الأخلاقِ والفِكَرِ
وان نسمو بأوطانٍ
هي الأغلى بهذا العالَمِ الفاني
فلا نعنو لأهل الكُرهِ والغدرِ
ولانُبقي مواقفَنا
تحابي المُدَّعي الجاني
ولا نولي مسامعَنا
لكُلِّ مغالطٍ أَشِرٍ
يداري الحقَّ بالبُهتانِ والكذبِ
صديقي .. يا رفيقَ الشِّعرِ
ما أرقى رسالتَنا !!
نريدُ الشِّعرَ كالمِعوَلْ
يكونُ بساعِدِ الفلَّاحْ
نريدُ الشِّعرَ كالمِبضعْ
خلالَ اصابعِ الجرَّاحْ
نريدُ الشِّعرَ زلزالًا
يُقًوِّضُ كلَّ بنيانٍ من الظُّلمِ
نريدُ الشِّعر أنغامًا
تُهدهِدُ طفلَنا الغالي
تُغَذْيهِ معاني الحُبِّ والرَحمةْ
وتمنحُهُ غدًا أفضلْ
نْريدُ الشِّعرَ زخّاتٍ مِنَ المطرِ
لترويَ أرضنا العطشى
إلى العدلِ
لنبنِ حضارة الإنسانِ
بالأخلاقِ والإيمانِ
لا الإسمنتِ و الخشبِ
فحاشا أن يكونَ الشِّعر
مدعاةً إلى الكِبْرِ
فقد أدركتُ منذ وعيتُ
أنَّ الشِّعرَ صوتُ الحقِّ
يعلو في ضمائرِنا
وأنَّ الشِّعرَ سيفُ الثَّأرِ
نشهرهُ بوجهِ الظُّلمِ والعدوانِ والرَّهَبِ
وأنَّ الشِّعرَ أصدقُ مَنْ نُصاحبُهُ
ونودِعُهُ خفايا النَّفسِ
من فرحٍ ، ومن حزنٍ ، ومن غضبِ
فلا تيأس
إذا الأيامُ نالت مِن سعادتِنا
فإنَّ العمرَ بين اللينِ والشِّدَّةْ
وبينَ النُّورِ والعتمةْ
ولي ثقةٌ بأنَّ الحرفَ يرفَعُنا
مِنَ الآلامِ ، والأحزانِ ، واليأسِ
إلى دُنيا مِنَ الآمالِ
والأفراحِ .. والهِمَّةْ
لنمضي في رسالتِنا
لِنَشر الحُبِّ بالإيمان .. بالكَلِمَةْ
التعليقات مغلقة.