رسالة من مصر ٥٦ شعر د. ريهان القمري
الجيشُ من شعبي وكان سلاحي
والشعبُ من جيشي طبيبُ جراحي
والنصرُ عيدي و البسالةُ ديدَني
واسألْ سلاحًا من دمي النضّاحِ
هذي القناةُ على السويسِ مدينتي
كيف انتزعتَ الحقَّ دون سماحي؟
وبنيتَ قصرَك فوقَ أرضِ مدينتي
مُستمتعا بنسيمِها الفوَّاحِ
وهي التي بنتي أنا ، مني أنا
وهُويّتي في قلبِها المِسماحِ
دَكّوا رؤوسَ الطيرِ فوقَ مدائني
نُحِرتْ حماماتي مع الإصباح
والذنبُ أنّي ما استسغتُ مذلةً
ورفعتُ رأسي من يدِ السفاحِ
هل كان ذنبي أنَّ عرشَ عروبتي
شيَّدْتُه بكرامتي وسلاحي ؟!!
هل كانَ ذنبي أن إبني ناصرٌ
ومحررٌ بل مُطلِقٌ لسراحي ؟!!
هل كان كلُّ الذَّنبِ في حريتي
سدًّا بنيتُ شموخَهُ بكفاحي
وسألتُ قرضًا للبناءِ أذلَّني
بنكُ الفسادِ مُهدِّمًا أفراحي
رفضَ اللئيمُ إعانتي فشَكَرْتُهُ
و أخذتُ حقي في غدٍ وضّاحِ
ورجعتُ أملكُ ثروتي تلك التي
آلت إلى غيري كحَملِ سِفاحِ
ورفعتُ رأسي في الحياةِ بناصرٍ
قادَ البلادَ بفكرِه اللَّماحِ
فالحرُّ حرُّ لا يخورُ بناؤه
أخذ القرارَ بهمَّةٍ مِلْحاحِ
أمسى جمالُ مؤمِّما بخطابِه
سعِدَ القنالُ بصوتِهِ الصدّاحِ
فتحرك الأبطالُ سرًّا في الدجى
بعد الإشارةِ في الخطابِ الماحي
والسرُّ عادَ إلى “دُلِيسِبْس “الذي
قَبَرَ الرجالَ على أنينِ جراحي
أمر الزعيمُ برفع أعلامي التي
غابتْ سنينًا عن عناق رياحي
رقصت نجومي في سماء مرابعي
ضحكَ الضياءُ على فمِ المصباحِ
لكنها الأعداء أمسى غيظها
متسلِّلا في جيشها المقراح
واحتل جيشُ المعتدين مدينتي
دوَّتْ قنابلُ حمحمتْ في الساح
في بور سعيدَ تمزّقتْ خطواتُهم
وتسربلَ العدوانُ بالأتراحِ
فالعينُ بالعينِ القصاصُ أراحني
والسنُّ سنٌّ في طموحِ جِماحي
هبُّوا كجيشٍ من تتارٍ غاشمٍ
رجعوا حقولَ بلادِهم كأضاحي
في “أنطوني مُورْهاوسَ” كانت صرختي
هزَّت بريطانيا بخطفِ مباحِ “١”
والذئبُ”وليامزْ” و البغاةُ تفجّروا
وعلى “رغيفِ الموتِ” كان سلاحي “٢”
وإذِ المئاتُ إلى المئاتِ تفرّقوا
مثلَ الهشيمِ و شَتَّتَهُ رياحي
الله أكبرُ يا حُماتي كبِّروا
في الاتحادِ فلاحُكم و صلاحي
الله أكبرُ يا حُماتي كبِّروا
يهتزُّ عرشُ عدوِّنا بكفاحِ
د. ريهان القمري
١٥-١١-٢٠٢١
عمليات فدائية شهيرة من نضال شعب بورسعيد ضد العدوان الثلاثي:
“١” – الملازم انتوني مورهاوس:
ابن عمة ملكة بريطانيا الذي تم خطفه من بين مجموعته من قبل رجال المقاومة الشعبية ومات بسبب الحصار الانجليزي للمنطقة بالأسلاك الشائكة و الذي منع وصول الطعام اليه عن طريق رجال المقاومة فجاءت الصفعة على خد المملكة التي لا تغرب عنها الشمس من أيديها لرأسها مباشرة
“٢”- وليامز :
ثعلب المخابرات البريطانية الذي قتله الفتى المصري عسران ١٦ عام برغيف خبز مفخخ “رغيف الموت” ألقاه داخل سيارته انتقاما لمقتل اخيه على يد العد-وان الث- لا-ثي
نبذة تاريخية :
في ٢٦ يوليو ٥٦ أعلن الرئيس جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس الذي كان فرصته الوحيدة للحصول على التمويل اللازم لبناء السد العالي وقررت كل من فر.نسا و ان. جل.ترا و اس. را- ئيل وضع خطة عسكرية لردع مصر للعدول عن قرارها من خلال بروتوكل سي.فرز الذي تلاقت فيه اطماع الدول الثلاث و كانت كالآتي:
١-بري. طا. نيا :
التخلص من عبد الناصر الذي هدد النفوذ البر.يطا,ني بتحقيق الجلاء، وتحالف مع السو. فييت، وأمم القناة التي تمر منها المصالح البريطانية
٢-فرن. سا :
للانتقام من عبد الناصر الذي ساند ثورة الجزائر وأمم القناة التي كانت تحت إدارة فرنسية
٣-إس ..ر..ائيل :
فرصتها لفك الخناق المحكم على سفنها في قناة السويس وخليج العقبة، وتدمير القوات المصرية في سيناء والتي كانت تشكل تهديداً صريحاً لها.
فكان العد.وا. ن الثلاثي على مصر في ٢٩ أكتوبر عام ٥٦ و الذي تصدت له المقاومة الشعبية في مدينة بورسعيد بالتعاون مع الجيش طيلة شهر نوفمبر وتم انهاؤه في ٢٣ ديسمبر ٥٦ حيث تسلمت السلطات المصرية مدينة بورسعيد واستردت قناة السويس، وأصبح هذا التاريخ هو العيد القومي لمدينة بورسعيد و أطلق عليه إسم “عيد النصر” و في ذكرى كل هذه الأحداث كتبتُ هذه القصيدة توثيقا لجزء مهم جدا من تاريخ مصر الحديث
التعليقات مغلقة.