موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

رضاب الفراق بقلم الأديب حمادة عبدالونيس

147


أعتذر إلى نفسي فلطالما حملتها فوق طاقتها وحملتها على تحمل من لا يمكن تحمل سخافتهم وأنانيتهم وقدمت لهم مخلصا كل ما قدرت على تقديمه حسبة لله وحرصا على العيش والملح كما يقول المثل الشعبي إلا إنهم كلما أحسنت إليهم ازدادوا أثرة وأنانية وتفنجا وحسبوا أنهم أرباب النعم دافعو النقم ومنهم من تواسيه في مصابه فلا يواسيك إذا ما ألم بك خطب أو عركتك الحياة فلا تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزا!
نعم منهم أصدقاء طفولة وزملاء عمل ومنهم أقارب لكنهم كالعقارب !
إلى هؤلاء جميعا أقول :
الله هو الرزاق ذو القوة المتين،يغنينا ويغنيكم من فضله ولا يجمع بيننا فلسنا من طينة واحدة ولا نفوسنا واحدة كذلك القلوب !
ارحلوا غير مأسوف عليكم فما أنا وأنتم بالنسبة لسكان المعمورة إلا كرملة في رمال الجبال الرملية حول العالم ربما تسكن في ورقة أو تسقط في محيط أو تذوب متحللة في تبنة أكلها بعير ثم صارة بعرة فلما كل هذه النعرة ؟!
نحن مساكين بلا ريب !
فقري وغناك وعلمي وجهلك أرزاق مقسومة كالآجال محتومة فلا مفر منها ولا محيد عنها !
آفات الصغار أنهم كالبعوض يقعون على الجروح والقروح ويعيشون جسوما بلا روح !
آن الآوان كي نغسل المساحيق وألا نخلط بين السم النقيع والرحيق فليس ذو الوجهين كالرفيق أو كالأخ الشقيق !
الكون واسع فسيح ممتد ليس له حد فلنرحل في صمت فلا يلزمنا أن يكون أحدنا للآخر كبؤر الجرب في أديم البعير ،تلك مجالسة ليس فيها مؤانسة وجيرة تلزم صاحبها التأفف والحيرة إذ ليس للمتجاورين من خيرة !
لا ينفع الأطراف الميتة سوى البتر والفروع المائلة تسقط الأشجار أو تجعلها وقود للنار وقد أحسن أولنا يوم قال :
من لم تجانسه فاحذر أن تجالسه
ما ضر بالشمع إلا صحبة الفتل !
وقد جاء في جوامع الكلم المحمدي :
“المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل “.
وجرت أشعار العرب الأكرمين حكمة وموعظة:
“عن المرء لا تسل وانظر قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي “!

“واحذر مصاحبة اللئيم فإنها
تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب!
عندما نفترق ،طبق الأذون لن تخترق
كلا ولن يسود الأفق
فأنت تأق وأنا أمق فمتى نتفق ؟!
لنرحل حتى نريح ونستريح ونعلم الأجيال الشجاعة وندربهم على عدم التعود ونجرؤهم على المباغتة والقدرة على أخذ القرار ساعة الصفر واقتحام خط النار فما الثبات كالتخلف يوم الكريهة عن المواجهة وما الصمود كالفرار وما الأبرار كالفجار وليس من طعنك في ظهرك ساعة العسرة كمن هو لك على كل حال جار !!
حسنا لننطلق وليلحق كل فصيل بما يشبهه وينتظم في سلكه وفلكه فسبحان من وسع جميع الكائنات على تباينها واختلافها في ملكه !
اذهب لإرضاء كبريائك ولأذهب أنا إلى امتطاء صهوة نزوتي عبدا أبق من فيحاء فراديسك إلى شقاء شهوتي!
زوجك ولدك ، مالك ،أملك،أهلك …..جميع حججك وأحجيتك وإن رأيتها أنا واهية متهافتة إلا أنها لديك مقدسات لاتقبل الشريك ولا ترضى بأن تكون منطلقا لحوارات ومدارات بدايتها سراب بقيعة ونهايتها عين القطيعة !
الأسباب نفسها أسبابي وما بابك الذي أوصدته سوى بابي !
لماذا إذن نضيق واسعا ونرى في كل مخرج وإن هش وبش حائلا ومانعا ؟!
آن الآوان فنهاية كل شيء افتراق ألست متفقا معي أن الجنين يربى في في الرحم فإذا خرج منه كره أن يعود إليه كراهته خلع عينيه أو نزع أوردته أو اقتلاع يديه ؟!
الشمس تغازل النهار حتى إذا ما حل المساء رحلت في صمت !
القمر يسرى مسامرا طوارق الليل فإذا أفل فارق فكل الكواكب السيارة رافضة للأسر والرق !
تبقى الجوارح متجاورة متحاورة فإذا فسدت جارحة زج بها إلى وادي سحيق !
الأشجار التي يبست وصارت حطبا يفغر لها التنور فاه
وأخرى خضراء ذات بهجة تسر الناظرين تؤتي أكلها بإذن ربها كل حين !
لا تقل لقد عشنا معا عقدا من الزمان ولا قرنا من الحرمان ،لقد كنا مصيرين ولم تكن لحظة الاختيار قد سنحت وعرضت فكل شيء في هذي الحياة يسري ويجري بقدر !
كل الأوراق التي حاولنا الكتابة فيها فتمخضت الأحبار عن ثعابين مكانها تنور الهجر فأين بهمة الليل إذا ما حل الفجر ؟
لا ،لن أتباكى ولن أكلف الأيام ضد طباعها ولن أقول :إني كنت لك أنفاسك ودماءك التي تسري في شرايينك !
فهذا كذب صراح
بل كانت قلوبنا إبان طفولتنا خضراء مثمرة
وليالينا كانت مقمرة حتى الضحكات على تفاهة أسبابها مثمرة !!
وأقسم لك بفسحة الفراق وحرية الانطلاق أن قابل أيامنا إن صدقنا أفضل من ماضيها
فلا يليق بنا وقد افترقنا إلا أن ندفن معنا الذكريات كما دفنت مع صاحبها أسرار الغريق !
وداعا حيث لا لقاء !
لحمقى أدمنوا الغدر
ولاكت أفواهم كاذبة كل عبارات الوفاء
فما أرضك بأرضي، ولا سماؤك لي بسماء !!

التعليقات مغلقة.