رفعت الجلسة
هنا سعد
أودعت مستنداتى من المدارس والجامعات وروشتات الأطباء وأحضرت شهودى من الجيران والأهل والزملاء وأرفقتها بملحقات القضية التى تم تأجيلها مرات ومرات ؛قيل لى أن قضيتى لها طابع خاص لا أدرى اى طابع خاص هذا؟!!!!
لقد سُرقت وأود أن استعيد ما سلب منى أليس هذا من حقى!؟
القانون نفسه يكفل لى هذا وأمام إصرارى تم تحديد موعد للعرض أمام القضاء رفضت توكيل محامى فأنا أحق أن اُعرض مظلمتى
وقفت فى ساحة المحكمة وقلت بأعلى صوتى”سيدى القاضى لقد توفى زوجى بعد عام من زواجنا، كنت قد أنجبت ابنى الذى يبلغ الآن من العمر ٢٥عاما عكفت على تربيتة وتعليمه تخرج من أحد كليات القمة، الجميع يشهد لى بحسن الرعاية، وبعد كل هذا العمر أراد أن يسلبنى حقى وينتزع سعادتى إنتزاعًا، لم يشفع لى عنده الأمراض التى اتخذت جسدى موطنًا وخربشات الأيام على جبينى وخطوط الليالى على وجنتى.
لقد قرر ابنى أن يهاجر الى بلاد بعيدة ويتركنى وحدى بعد رفضى لترك بلادى وموطنى.
قرر ذلك بعد أن اقتربت من الإطمئنان والسكينة بعد أداء رسالتى معه؛ لقد أبى ابنى أن أكمل حياتى فى راحة بال.
لم أطيق كل هذا النكران لقد منحته عمرى وجعلت القطعة التى تسكن يسارى تتدفق بإشارة منه، ومنحته فرشاة وممحاة ليرسم ويمحو مايشاء من صحيفة عمرى
كنت له كالريشة المطيعة يستطيع أن يتلقفنى ويرسلنى بدفعة خفيفة.
لقد رفعت دعوى إلهية عليه من قبل ولكنى تراجعت فلم أطق عليه عقوبة سماوية.
والآن أحيل قضيتى إليكم لتوقظوا ابنى قبل أن يطير مهاجرًا من حظيرة عمرى إلى بلادٍ بعيدة ويحرمنى من أُنس رفقته باقى العمر الذى جعلته وقفًا له، أو يعيد إلىّ عمرى الذى سُرق منى، وزهرة شبابى التى نسيت سقياها لأسقيه هو حبى وحنانى”
تلفت القاضى إلى مستشاريه يمينًا ويسارًا ثم أمر برفع الجلسة.
التعليقات مغلقة.