رفقا يا بنى بقلم هانى موسى
آه لو يعرف الأبناء أن سعادة الآباء والأمهات فى هذه الحياة منقوصة دوما لأجلهم ؟!
كم نكدّ ونتعب كثيرا فى هذه الدنيا من أجل راحتهم ؟
كم نتحامل من عناء الحياة على عواهلنا ليل نهار
..نسافر وتحملنا الأقدار لأرض طيبة هنا وأخرى خبيثة هناك ، لنقابل أناس قد نكره التعامل معهم من أجل لقمة العيش ومن أجل سعادة أبنائنا ونضطر للصبر والجلد .
آه لو فطنوا كم نحتاج لأنفسنا من رغبات ونأجلها بل كثيرا ما نقتلها بداخلنا من أجلهم !
..سعادتهم مقدمة على سعادتنا ..راحتهم شغلنا الشاغل.. مأكلهم، مشربهم ، نومهم ، علاقاتهم ، مذاكرتهم ، حاضرهم ، مستقبلهم بل ما يجول بخاطرهم !
هم كل ما لنا من كل هذه الحياة .
وقد لخص الرسول الكريم كل هذا
فقال صلى الله عليه وسلم (( الولد محزنة، مجبنة، مجهلة، مبخلة)) اخرجه الطبراني .
تحزن لأجله إذا أصابه مكروه ، و تجبن فى كثير من المواقف التى تحتاج شجاعتك خوفا عليه ، و لا تطلب العلم توفيرا لمالك ووقتك له ، وتبخل فى الانفاق فى سبيل الله حرصا على توفير المال له .
نعم كل هذا وأكثر
ولكننا نرى فى النهاية الكثير من الأبناء يقفون للآباء موقف المحاسبة ويتهمونهم بالتقصير فى السعى لجعل حياتهم أفضل مما هم عليه ويضعونهم موضع المقارنة مع آخرين قد تكون سبل حياتهم أفضل من الثراء المادى !
بل قد يحاسبون الأب والأم على حسن تعاملهم وعلاقاتهم الطيبة باخواتهم وأقاربهم وجيرانهم وقد يفرضون عليهم أن يتحدثوا إلى فلان ولا يتحدثون إلى علان !
..ان الحب الأبوى للأبناء فطرة وجبلة جُبل عليها الآباء أما حب الأبناء للآباء فهو تكلّف وتصنّع لا يؤدى حقه عن طيب نفس إلا من هدى إلى صراط مستقيم .
التعليقات مغلقة.