رَقمٌ غَريب
قصيدة لثروت سليم
هذا المَساء سَمِعتُ رَنَّةَ هاتفي
رقماً خُرافياً .. بصوتٍ عاطفي
مَن أنتِ يا سِتَ الحِسَانِ تحيةً
قالت : تُحدِثني بنبرَةِ خَائِفِ ؟
أنسيتَ ذاكَ الصوتَ كيفَ لعَاشِقٍ
سرقَ الفؤادَ أأنتَ لستَ بعارفِ
أنا ذلكَ الصوتُ الذي أدمَنْتَهُ
ومَحَوْتَ عندَ الليلِ كُلَّ مخَاوفي
قد كُنتَ لي طفلا أضُمُكَ عابِثَاً
تختالُ ما بينَ اليَمَامِ وتَختفي
طفلاً يُشاغِبُني فأمنَحُ ثغرَهُ
بعضَ النَبيذِ ..وثَغرُهُ لا يَكتفي
هل لا عرفتَ الآنَ صَوْتَ حَبيبَةٍ
تسعى تطوفُ وأنتَ سِرُ تطَّوُفي
صوفيةً حفظَت ودادَكَ لم تزلْ
وحبيبةً عشقَت بكُلِ تعسُفِ
رقمٌ لدي حَفِظتُهُ بحُشَاشَتي
ومَحوتُهُ بعدَ الفراقِ بهاتفي
قلبي الذي قد دقَّ عندكَ صَوتُهُ
والهاتفُ الجَوَّالُ نامَ بمعطفي
فطلبتُ هاتفها لرؤية وجهِهَا
ومسَحتُ دَمعتَهَا ..بكُلِ تلطُفي
أنا مَا نَسيتُكِ إنَّمَا أنا عاشق
عيناكِ كَعبتُهُ وأنتِ تَصَوُّفي
لكنني اخترتُ البعادَ بغَصَّةٍ
والغيرةُ الحَمقاءُ سِرُ تَعفُفي
قسَماً أحبُكِ مَا حَييتُ وإنَّما
للحُبِ أحوالٌ .. فلا تتَأسَّفي
التعليقات مغلقة.