رقي المجتمع يبنى على رقي الإنسان بقلم عبدالرحمن منصور

جزء من كتابي الجديد كونوا على موعد مع قراءته

مجتمع، كلمة باتت تعانق اسورة التفاهة، فلن ترى بعين الحقيقة إلا عندما تتحرر من موقف السجين بين جدران الإضمحلال، والتفاخر بقلة الأدب، بل حتى غياب الأدب من الأساس، مجتمع في الحقيقة بات مجرد كلمة تتجرد من ثوب الحكمة، والعظمة، وكأن القلم قد نسي أن يبث فيها بريشته الروح.
إن بداية كل بداية تسطع في الشارع، فالشارع حصن للضدين، الرفعة والتدني، الشارع ثائر ابناؤه ثوار، الشارع نار تقتلع رماد العبثية، إن الأصل في الأول والأخر يكمن في الشارع، إن كانت أمتك عظيمة فاعلم أن شوارعك عظيمة، مبانيها تتعاظم بعظماء أعينهم لا تلمح سراب، عظماء تترابط سيرتهم مع عظمة مجتمع يكتسب القوة من جلد الإنسان، أتعرف ما معنى الإنسان، إنسان تعني الحرية، تعني شمسا تحرق باب العجز الخالد، إنسان يفترض أن تعني بسمة، أن تعني فرحة، أن تعني دموعا تترقرق تتجافى من عظمتها عن حزن لتسطر معنى الفرح الباقي، إذن إن رقي المجتمع يرتبط برقي الإنسانية، المجتمع العظيم يسمو بسمو أعضاءه كبيت تعاظمت لبناته، أما المتدني فأبناؤه هم من هبطوا بمكانته.