ركن الذكريات
بقلم فايزة المياني
الذين تتكدس خزانتهم بالمفكرات و الخطابات و الهدايا ، أتعجب من قدرتهم على الاحتفاظ بكل تلك الأشياء التي سيعلوها التراب و يغتصب بريقها و يحتل جمالها ! بينما كل تلك الأشياء أفقدها لترسو في قلبي و ترسخ رسوخ الجبال الراسيات أبية على التغيير و التبديل عصية على التحول أو البهتان ! ربما ستنساني كما نسيني الجميع لكن ركن الذكريات الخاص بك سيظل ناصعا رائحتك التي سكنت رئتي يوما مازالت حية لم تتلاشَ و صوتك في قلبي لا ينتهي نغمه ، الجميع يملكون أكواما من الذكريات في ذلك الفؤاد التعس ، هناك أمواج متتالية و متدافعة من الحنين لا تهدأ ، مزيج من الخذلان و الشوق ، الحب و الحزن ، الحلم و المستحيل ، كل هذه الأشياء أراها خربة فلا شيء يتحدى الوقت لذا أقاوم ذلك الصخب في قلبي بتركها للزمن يفتتها و تستهلكها الليالي و الأيام ، بينما تنمو و تضرب جذورها في فؤادي معلنة انتصارها بديمومتها فيه ، لو سألتني لسردت لك تفاصيل كل موقف و لحظة بينما كل ما تذكره أنت هو ذلك الصندوق الفارغ أو ذلك السوار ، انت تذكرهم و تنسى ربما ألوانهم ، بينما أنا أذكر ذلك البريق في عينيك و انت تمد يدك بهما ، تلك الرعشة في قلبي ماتزال حية نابضة و أنت تضعه في يدي لكأنما ملكت قلبي في قبضتك ، أذكر تلك السعادة التي أنبتت لي أجنحة من نور بين يديك ، و أذكر أن عزوفك حولهما لغلاف من شمع أذابه وهج القلب الذي اشتاق لذلك البريق في عينيك ، و ذلك الكف الحاني لأسقط في ذلك الصندوق حبيسة في قاع الذكريات و الهدايا التي شهدت على لحظة صدق تآكلت كما تآكلت المشاعر في قلبك ، لذا أخاف الاحتفاظ بها و أهملها لتتلف بينما يقارعني تغلغلها في فؤادي .
التعليقات مغلقة.