رماد بين السطور
بقلم هيفاء البريجاوي
كانت ليلة باردة أصمت حواسهم و اخترقت اجندة الروح ،،لتكويهم حسرات غياب ، ضلوع كبرياء كانوا يحتمون بين أوردته ضراوة سنينهم، ومحافل اعراس احتواء روابي بيت يحتضن آلامهم وافراحهم بكل مراحل أعمارهم ، بقلب مشبع بالعطاء والحب، ولبذور اخلاق أنبتت تلك الثمار الطيبة تربتها لن تجف ذراتهاالمروية الوفاء والود ،،ليعاود لهم انفاسا أبية بحالات ضعفهم تحيي فيهم البأس ،تلبسهم اثواب الكبرياء ،،،رحل عن عالمهم المشحون بقوافل حروف لا تزال تحرض ذاكرة الاخ الاكبر أحمد ،،،وهو يمده العنفوان ،حيث كان يقول له العم قاسم ،،الرجال لا تبكي يا بنّي،،،، ليكفكف دموع تحترق بحدقة عينين ظنها تنعي فراق ابيه حينذاك ،ليعلم الفقد كان لوزاع ودرع حصّنهم به منذ رضعا شيم المحبة ونور البصيرة ،ليكونا سدا منيعا بالمحن ،،ويعمرا قصرا سياجه تشابكت على اسوار غصون الزيزفون ،،لتعانق نخلا لا يهرم ،،،ما هي الا شهور قليلة على وفاة العم قاسم ،،فإذا بالأخ الاصغر همام،،أودت به رفقة سوء أن احتسوا قهوة الغدر برائحة الخيانة المبطنة ليحرضوه على اخيه احمد فيتجهم عليه بكلمات موجعة امام ابنائه وزوجته والفاظ ما اعتاد ولا تخيل يتلفظها من تربى على البر والتقوى ،،،ويطالبه بحصته بالشركة كاملة ويخّون به ،،حيث زرعو ا برأسه فتيل تفرقة ليتسنى لهم الاستفراد به،،،بأقنعة تتخفى بها وجوه مريبة ،،،،استسلم الاخ الاكبر لإرادة أخيه بوجع بعدما تسبب له بخلطة دماغية اقعدته اشهر ،،بدل أن يشعر بالندامة ويتأسف له ،،اصبح يحرض الموظفين عليه ،وينافسه بالمناقصات بحرب مفتوحة ،باسماء ظاهرة يتخفى وراءهم ،،،استعاد عافيته الاخ احمد وعاود اعمال ابيه وعلى نهجه بالاعمال الخيرية التي جعلها صدقة جارية لروح والده ،وبعد سنين ليست بالطوال ،،،شهر افلاس همام والديون تراكمت عليه ،،مما جعل كل من حوله ينفرون منه ،،حتى زوجته اعتادت البذخ والترف ،طلبت منه الطلاق ،بعدما وضعت اشارة رهن على كل ممتلكاته بعد مكيدة نصبها له متسولوا الدراهم بمظاهر خداعة ،،،يعود لماضي ليس ببعيد وكأن الغمامة بدأت تتلاشى عن بصيرته،،ليعلم ان ما آل اليه حاله من جراء شذوذه عن طريق الصواب ،،ظل ينام بحديقة القصر يعود بذاكرته لسنين طفولتهما وكيف كانا يتقاسمان ابسط الاشياء والماكولات ،حتى الثياب،،،وضحكات وبكاء وهرج يتسامراه بشقاوة وحب ،لم يتجرأ أن يطرق الباب ،لخجله من نفسه وافعاله المريبة،يذهب صبحية اليوم التالي لمكتب اخيه بشركته بعد خروجه من المنزل ،يطلب مقابلته،،،،،،تجاهله احمد بألم ووجع ،،وعدم اكتراث لحاله ،بعدما اصغى ما يقول بدون اكتراث واهتمام ،،،طلب له القهوة ،وخرج لاجتماع هام ،،،حتى رفض ان يدينه اي مبلغ ،خرج مكسورا يحتبس دموعه بحرقة ،،خلال ايام قليلة وضع القدر بطريقه العم ضاهر،رجل ميسور وقور ،،على قدر كبير من الرزانة والتعقل ،بعدما سمع قصته ،،،اعتبره ابنا له وسلمه اعمال شركته ووثق به ثقة عمياء وزوجه ابنته الوحيدة،،استعاد عافيته ومكانته بفترة زمينة وجيزة ،لكن ظلت احقاده الدفينة لأخيه الاكبر تكبر معه لحد رد الالم بوجع اكبر افترست روحه وحشية الانتقام ،،،بتلك الليلة كانت سؤود ووقود رماد نيران احقاد اضرمها بشركة اخيه بايد مأجورة ،،،كانت ضحية سوداوية قلبه ان كان اخيه تلك الليلة يتم اجراءات ويعيد حسابات الشركة لوقت متأخر،،،فأبت النيران الا ان تلتهم جسده وتزهق روحا نبيلة فارقت الحياة ،،،وعند تشييع الجنازة رفض الاخ التواجد مع العم ضاهر بمراسيم التشييع ،،،الامر الذي اضطر العم ان يكشف له الحقيقة، ومن وضعه بطريقه حينما فقد كل شيء وخرج مكسورا من مكتب اخيه،،،أنه من دفعني لاكون لك العون والسند ،لتسعيد مركزك وكيانك ،وطلب مني تزويج ابنتي لك ،لعلمه بعفتها وخلقهاواصول منبتها الطيب ،،لتشاركك عثرات الزمان
كل ما اكرمك الله به من ارزاق وخير من ضمن ممتلكات اخيك احمد، فانا موظف بسيط اعمل بشركته وابنتي هو من تكلف دراستها الى ان تخرجت،،،،ليصرخ بهستريا أصابت عقله وكيانه بهوادة وهلع مريب ،،فقدت أخي ،،،،،أنا قاتله ،،،انا قاتله ،،كانت آخر كلمات يرددها قبل أن يفقد عقله ،،وما زال للآن بمشفى الأمراض العقلية يصارع هلوسة الكِبر والعجرفةالتي اعمته على رؤية افعال أخيه على حقيقتها ،،،،،،،
التعليقات مغلقة.