رمضان التكافُـل
محمد عبد المعز
…………….
في رمضان، يكثرُ الخير، ويزدادُ الخيِّرون، ويتنافَسُ الجميعُ، في مَدِّ يَدِ العون، والأهم، أن ذلك كله، ابتِغاء مَرْضاةِ الله، في صورةٍ من صِور التكافُـل الرائع، لأصلٍ من أصول ديننا الأروع، لأن المؤمِنَ للمؤمِنِ كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضا، ولأن المؤمنين إخوة.
رمضان التكافُل، يَجِبُ أن يكونَ بدايةً لمجتمعٍ فاضِل، يكفلُ فيه أغنياؤه فُقراءه، ويُساعِـدُ فيه أقوياؤه ضُعفاءه، ويتصدَّقُ فيه مَنْ له ظهر، على مَنْ لا ظهرَ له، كما أمرنا رسولُ الإنسانية، صلى الله عليه وسلم، وبدأ بنفسه، وصحابته الكِرام، رضوان الله عليهم، والسيرة حافِلة بهذه النماذج، بفضل الله.
وإن كان التكافُلُ ضرورةً دينية، ومجتمعية، وحياتية، وإنسانية، ففي “رمضان كورونا” من بابِ أولى، لتوقُّف الحياة تقريباً، وتعطُّل كثيرين عن أعمالهم، وحرمانهم من مصدر رزقهم، ربما الوحيد والأوحد، وعلينا الأخذ بأيديهم، ومُراعاة ظُروفهم، بقدر ما نستطيع، لأن ذلك حقُّهم وواجِبنا.
بأداء الحُقوق، يرتاح الجميع، وبالواجِبات نَسْعَد ونُسْعِد، ونكفل ونتكافل، ونرحم ونتراحم، ونحمد الله ونشكره، على أن جعلنا من أصحاب اليدِ العُليا… “وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير”… (البقرة: 265).
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.