رمضان النصر
محمد عبد المعز
…………….
ما كان رمضان، ولن يكون، شهرَ التكاسُل، والنوم، بل كان شهرَ الانتصارات، والفتوحات، والغزوات، عندما كان لهذا الدين رجال، يُدافِعون عنه، ويَدْفعون كل مُتطاولٍ عليه، ومُرخِّصٍ أو مُترخص، بحُجة التيسير، وهو من هؤلاء براء، وما العاشِر من رمضان عنا ببعيد.
ويُخطئ كثيرون، في ربطِ النَّصر بالقوة، أو التكنولوجيا، أو التطور التقني والعسكري، وغير ذلك، وكلها أسباب يجبُ عدمُ إغفالها، لكنها ليست حاسِمةً وحدها، لذلك يقولُ اللهُ عَزَّ وجل: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ”… الأنفال: 60.
النصر مُرتبطٌ بالعقيدة، مع الأخذ بالأسباب، لذلك أخذ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، برأي سلمان الفارسي، رضي الله عنه، في غزوة الخندق، بحفر الخندق، فانتصروا، وخالف الرماةُ أوامِرَ رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وتركوا الجبل، فهُزموا في غزوة أُحد، وتلك سُنن الله في الكون.. “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.
والعقيدة وحدها، لا تكفي كذلك، من دون عمل، وتدريب وتطور، واستعداد قتالي، وتهيئة داخلية للنصر، وثقة بالنفس، ويقين بالله، من دون اعتداء على أحد، لذلك قال الله عز وجل: “وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّىٰ يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِين”… البقرة: 191.
أما خسارة جولة، فلا تعني خسارة الحرب، لأنها ستظل بين الحق والباطل، والأهم، النصر على شهواتنا، ووهننا، ووهمنا، وغُثائنا… “إن ينصركم اللهُ فلا غالِبَ لكم”، وفي ذلك يقول علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: “ميدانكم الأول أنفسكم، إن انتصرتم فيه، كنتم على غيره أقدر، وإن خُذلتم فيه، كنتم على غيره أعجز”.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.