رمضان الوعي…!
محمد عبد المعز
لغزوة بدر، فضائل عدة، ونِعَمٌ كثيرة على الْـمُسلمين، لأنها كانت نصراً مُبيناً، جعلها تُسمى يوم الفُرقان، أي الذي فَرَّق اللهُ فيه، بين الحقِّ والباطِل، ولأننا بحاجة إلى استعادة أمجادنا، وتاريخ عزتنا، وجغرافيا ديننا الحنيف، لابد من ربط الغزوة بواقِعنا الذي لا يُرضي الله، من تشرذُم، وشتات، وكيد، ومكر، وفِتَـن، وتقاتُل وتناحُر، وحُروب مُختلِفة ومُختلَقة، لا تُبقي ولا تَذَر…!
ولأن غزوة بدر حجرُ الزاوية، في بناء الدولة الإسلامية، فإن الضرورة مُلِّحةٌ إلى إعادة بنائها، بتهيئة البيئة الصالحة لذلك، وإعداد النشء، الذين يعون رسالتهم فيُبلِّغوها، ويحملون أمانة دينهم فيؤدوها، وينصرون الحق، وينتصرون له، وكلهم فخر بدينهم، وكِتابهم، وسُنَّة رسولهم، لأن فيهما النجاح والنجاة، لِـمَنْ توكل على الله، واقتفى أثرَ مُصطفاه، ومَنْ والاه.
النصر ليس مُرتَبِطاً بالكثرة “لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِين” التوبة: 25، والنصر ليس بالأحلاف ولا الحلفاء، بل بالثابتين على الحق، والرافعين لراية الدين، والذين يُدافِعون عن الأرض والْعِـرْض، من غير اعتِداء، ولا تَعَدٍّ، حتى على مَنْ على غير مِلتهم.
وعلينا ألا ننسى القاعدة الشرعية: “قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو اللَّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين” البقرة: 249، لأن الفئات كثرت، لدرجة أنها لم تترك حتى الفتات، لضعفاء العالم، وكل براية، وكأنه صراعُ رايات، والإسلام براء من كل دم، حتى لغير المسلمين، لأن مقاصِد الشريعة خمسة: حفظ الدين والنَّفس والعقل والنسب والمال، لأن معركة الوعي، بحاجة إلى وعي المعركة.
…………….
محمــد عبــد المعــز
التعليقات مغلقة.