رمضان الْـعِـتْـق….محمــد عبــد المعــز
ها هو رمضان، يدُقُّ ناقوسَ الْخَطَـر، بقُربِ رحيله، موجِّهاً سؤالاً كونياً لكل منا: “هل تضمنُ حياتكَ لرمضان المقبل؟”، وإن عشت، هل تستطيعُ الصيام والقيام والصلاة، وغيرها من العِبادات، بل والْـمُعاملات، التي هي أساسُ التشريع، وجوهرُ الرِّسالات، لأن “الدين الْـمُعاملة”؟!
فصلاحُك لك، أما إصلاحُك فللناس كافة، لذلك قالَ اللهُ عَزَّ وجل “وما كان ربُّكَ ليُـهْـلِكَ القُرى بظُـلْمٍ وأهلُها مُصْلِحون” ولم يقل “صالِحون”، واللهُ يُريدُ صلاحاً وإصلاحاً، عِلماً وعَملاً، قولاً وتطبيقاً، وهذه شخصيةُ الْـمُسلِم، التي يتميزُ بها، ويُميّـزُ بين الأشياء، بمدى قُربه من الجنة، أو بُعده عن النار.
الِـعِتْـقُ من النار، نِعمةٌ كُبرى، للسالِكين طريق الحق، والقائلين بالصدق، والعاملين بالرِّفق، ومَنْ يعيشون بالقرآن منهجاً، والسُّنة سُلوكاً، لأن رضا الله غايتهم، وهداه وسيلتهم، وما سوى ذلك، لا يعنيهم، “أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِين” الأنعام: 90.
الخلاص بأيديكم، والنجاة كذلك، بأنفُسِكُم، وبمَنْ تُحبون، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، فأخلِصوا لله، وخلِّصوهم من كل ما يُبعدهم عن الطريق، ولنا في الصديق يوسف القدوة والأسوة… “قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ” يوسف: 108.
…………….
التعليقات مغلقة.