رمضان الْـمَـغْـفِـرة…محمــد عبــد المعــز
سريعاً، انتَصَفَ رمضان، ووصلنا إلى ثلثِ الْـمَغْفِرة، سبقه ثلثُ الرَّحمة، وسيليه ثلثُ العِتق من النيران، وكله من الْـعُـمْـر، فكلما مضى يوم، مضى بعضُك، كما قال الحسن البصري، رضي الله عنه، فلنغْتَنِم الْفُرْصَة، التي تأتينا كل عام، وكل رمضان، وكل ثلث، قبل أن نندمَ على ما ضيَّعنا وأضَعَنا…!
والْـمَغْـفِرةُ مِنَّةٌ من الله على خَلْقِه، كي يعودوا إليه، ويعودوا عن غيهم وضلالهم، وظلمهم، وتجبُّـرهم، وتكبُّـرهم… “إنك لن تخرقَ الأرضَ ولن تَبْلُغَ الْجِبالَ طولا”، ولن ينفعكَ مالك ولا جاهك، ولا سُلطانك “وكلهم آتيه يومَ القيامةِ فَرْدا”… لذلك لابد من إصلاح ما بيننا وبين الناس، وأداء الحقوق، قبل طلب المغفرة.
لأن الْفَرْق كبير، بين علاقتكَ بربِّك، وعلاقتكَ بالناس، فالأولى سِرٌ بينكَ وبين خالِقك، أما الثانية، فتنعكس على الْـمُجتمع، بالإيجاب إن نجحتَ فيها، وبالسلب، إن حدث العكس، والنجاح مُتوقِّفٌ على، الإخلاص في قولك، وفعلك، وعملك، بل ونيتك، قبل أن تُحَـمِّـلَ غَـيْـرَكَ مسؤوليةَ فشلِ العلاقة.
العلاقةُ بيننا ساميةٌ بالدِّين، وراقيةٌ بما فيه، وناجِحةٌ بتطبيقِ ما أمرَنا اللهُ به، واجتِناب ما نهانا عنه، ولنا في رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم، وصحابتِه رضوان الله عليهم، القُدوة والأسوة، في إيثارهم، وعفوهم، وتسامُحهم، وإنفاقهم، وحُبِّ كل منهم لأخيه “إنما المؤمنون إخوةٌ فأصلِحوا بين أخويكم”.
الْـفُـرْصةُ سانِحة، للتوبة، وطلبِ الْـمَغْفِرة، والسماح من خَلْقِ الله “كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”، كي يُصْلِحَ اللهُ بنا ولنا، ويؤلِّفَ بين قُلوبنا، ونكونَ أهلاً لمغفرته، وسعادة الدنيا، ونعيم الآخرة، بعد طول عُمر وحُسن عمل وخاتِمة “وتوبوا إلى اللهِ جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تُفْلِحون”.
…………….
التعليقات مغلقة.