رمضان تاريخي…محمــد عبــد المعــز
انتشر هذا اللفظ، بدرجة مُريبة ومُريعة، فمن لقاء تاريخي، إلى قِمة تاريخية، وما بينهما من إقبال تاريخي، وحتى مباراة تاريخية، أو بطولة تاريخية، تفقد الكلمةُ بريقَها، ويصبحُ التاريخُ محصوراً في زاوية، لا علاقة له بها، ولا علاقة لها به…!
أما رمضان فتاريخي، فعلاً، خصوصاً هذا العام، الذي يقفُ العالمُ فيه، على أطراف أصابعه، بين أوبئة عدة، ظاهرة وباطنة، أخطرها “كورونا” الذي قد يكونُ وباءَ القرن، والأمل كبير في فرج قريب، وفجر أقرب، بفضل الله، ثم بالمخلِصين، الذين يُحاولون الوصولَ إلى لقاح للمصابين، ومصل للوقاية.
رمضان تاريخي، لأنه يُعيدنا إلى إنسانيتنا، التي غابت أو غُيِّبت، وقيمنا، التي توارت أو كادت، وفِطرتنا، التي فطرَ اللهُ الناسَ عليها، التي تسعى إلى الخير، قدر استطاعتها، وتُحِب مَـنْ حولها، راجية الحُبَّ منهم، كي ندخلَ في مَنْ قال اللهُ فيهم “يُحبهم ويُحبونه”.
رمضان تاريخي، لأنه شهرُ الصيام عن كل شَر، والإمساك عن كل حِقد، والتخلُّص من كل حسد وبغضاء، وتنقية النفس، قبل الجسد، من أدرانها، وتطهير الروح، بوصلِها بربِّها، وخالِقها، ورازِقها، والكف عن الأذى، والفساد والإفساد في الأرض، فهل من مُجيب؟!
…………….
التعليقات مغلقة.