رواية كبريت الفصل الرابع “استشهاد” بقلم محمد على محمد حماد المنيا ديرمواس دلجا
-يا الهى أي عبث هذا الذى يفعله هؤلاء؟
نطقها قائد القوات الاسرائلية فى حيرة و هو يشاهد عبر منظاره الميدانى ما يفعله مرابطو كبريت، فهناك كان الملازم محمد نور الدين يقوم بالاشراف على عملية تقطير و تحلية المياه المالحة..مط مساعدة شفتيه فى حيرة ثم هتف قائلا: انه مشهد غريب لم ندرسه فى المدارس العسكرية و لم يخبرنا به احد من قادتنا من قبل…أخشي أنهم…..
بتر عبارته بغتة فى هلع فأنتقلت عدوى الهلع الى قائده فهتف فى حدة:ما الذى تخشاه…لقد أثرت رعبي.
تردد مساعده لثوان ثم غمغم بصوت خفيض: أخشي أنهم يعدون الماء لطهى الأسرى و……
قاطعته ضحكة مباغتة أطلقها قائده قوية ثم قال: يالك من احمق هؤلاء يفضلون الموت جوعا على أكل الجيف من أمثالك.
استجمع مساعده شيئا من شجاعته و هتف قائلا: هل لدى سيادتكم تفسير واحد لما يفعله هؤلاء، لقد عرضنا اولا ان يسلموا انفسهم كأسرى حرب فرفضوا ثم عرضنا عليهم الانسحاب من النقطة سالمين على أن يتركوا أسلحتهم فرفضوا و بالأمس القريب عرضنا عليهم أن ينسحبوا من النقطة بكامل سلاحهم فرفضوا،ترى ما الذى يدفعهم ان يتخلوا عن كل هذه العروض و يتحملوا كل هذا الحصار و الجوع و العطش؟
نظر اليه قائده نظرة عميقة ثم سحب نفسا عميقا وهتف قائلا:انها كرامة الاوطان،هؤلاء يحملون كرامة مصر فى قلوبهم و على أيديهم ولم و لن يفرطوا فيها ابدا.
قالها ثم وضع منظاره الميدانى على عينيه متابعا ما يدور بين هؤلاء الابطال.
التعليقات مغلقة.