موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

روبن هود و عروة بن الورد..بقلم د.طارق رضوان

207

روبــن هـــود وعـــروة بـــن الـــورد


بقلـــم د. طـــارق رضــــوان


تشير لفظة الصعلوك في اللغة العربية إلى الإنسان الفقير الذي لا يملك شيئاً، وفي معجم لسان العرب الصعلوك هو الفقير الذي لا مال له. لكن لفظة الصعاليك أخذت معانٍ أوسع من دلالاتها اللغوية عندما ظهرت تلك الفئة من الناس في العصر الجاهلي، والتي تمتهن الغزو والسلب من أغنياء القوم والقوافل التجارية. لكن الصعلكة بمفهومها الأعم هي ظاهرة اجتماعية بدأت في العصر الجاهلي ودفع إليها عدة أسباب: كالتفاوت بين الفقراء والأغنياء، وطبيعة الحياة والأرض فالقحط والجدب وطبيعة حياة البدو كانت تفرض عليهم الغزو لكسب الأرزاق والعيش.
وبادر الشعراء الصعاليك إلى سلب الغني البخيل، ومناصرة الفقير البائس، فحملت نفوسهم أخلاقاً، وقيماً سلوكية، تغنوا بها في أشعارهم، مثل الكرم الذي اتصف به أغلبهم.
وذكر الدكتور منذر كفافى أن ” واقع الشعراء الصعاليك أجبرهم على البعد عن المرأة في الجانب الحسي إلا ما ندر، إلا أنهم تغنوا بالمرأة وتغزلوا بها في أشعارهم، وكل ذلك من واقع الخيال الشعري الذي يميز الأدب عن غيره، إذ كان من الصعب جدًا أن يلتقوا بالمرأة إلا بالخفية نظراً لتشردهم وفقرهم وعدم استقرارهم”. أن المرأة لدى الشعراء الصعاليك غاية يراد بلوغها، إذ إن الشاعر المحب يصور المرأة كما يراها هو أو كما يحب أن يراها. فصورة المرأة المحبوبة تعددت لدى الشعراء الصعاليك، فهي المفارقة، والراحلة، والصادة، واللائمة. ويلحظ في أشعارهم رؤية خاصة حول طبيعة المرأة، حيث إنها تطلب ذا المال، وتحب الرجل الغني، وهذا ما لا يتأتى في حياة الصعلكة.
أما فيما يتعلق بالأم، فأوضح كفافي أن أكثر ما يظهره الصعاليك هو الدفاع عنها، وإظهار القدرة على حمايتها، مستدركاً أنه ليس كل الصعاليك كانوا بارين بأمهاتهم.
عروة بن ورد العبسي: يمثل عروة الجانب الإنساني في حياة الصعاليك الذين عاشوا في العصر الجاهلي، كان أبوه من شرفاء قومه وشجعانهم، أما أمه فكانت من نهد من قضاعة وهي عشيرة لم تعرف بأي شرف، وكان ذلك من دواعي إحساس عروة بالعار داخله، ومما جعله يثور على الأغنياء، ويدافع عن الفقراء والضعفاء.
رغم انتساب عروة بن الورد إلى فئة الصعاليك وما عرف عنهم من التشرد في الصحراء والسلب والنهب إلا أن سمعة عروة بن الورد ظلت نائية عن تلك الشبهات إذ لم تطرده قبيلته ولم يتحول إلى سفاك للدماء ولا إلى متسول يجول الصحراء.
على الجانب الأخر فى الأدب الانجليزى نجد في منتصف غابة شيروود بانجلترا كان يحيا فتى بارع يدعى روبن هود ، تعرض في صغره للخداع من قبل بعض النبلاء ، فقرر حينها أن يسلب الأغنياء أموالهم ويعطيها للفقراء ، فكان يسرق الأغنياء فقط ، ويعطي ما سرق للفقير ، لأنه رأى أن الأغنياء لا يستحقون ما هم فيه .
ضرب عروة بن الورد مثلا في غنى النفس فهو لم يغزو للسلب والنهب وسفك الدماء كالشنفري وتأبط شرًا، بل كان يغزو ليغيث المستضعفين والمرضى والمساكين، كما كان لا يغير على غني يبذل ماله للناس، بل كان يختار من الأغنياء من عرفوا بالبخل ومن لا يمدون العون للفقراء، لذلك أصبحت الصعلكة لدى عروة بن الورد نوعًا من أنواع النبل الأخلاقي والمثالية. ، فهو لا يغزو للنهب والسلب كباقي شعراء الصعاليك أمثال ” الشنفرى” و ” تأبط شرا” وإنما يغزو ليُعين الفقراء والمستضعفين حتى أُطلق عليه ” أبو الفقراء” و ” أبو المساكين
يقول عروة : ذريني للغنى أسعى، فإني ::::: رأيت الناس شرهم الفقير
وأدناهم، وأهونهم عليهم ::::: وإن أمسى له حسب وخير
يباعده القريب، وتزدريه ::::: حليلته، ويفهره الصغير
ويُلقى ذوالغنى، وله جلال ::::: يكاد فؤاد لاقيه يطير
قليل ذنبه، والذنب جم ::::: ولكن للغنى رب غفور
ولما ذاع صيت روبن هود ، وضع قائد نوتنغهام العديد من المكافآت للقبض على روبن هود ، ولكن لأنه كان نصير الفقراء أحبه الكثيرون وجعلوه زعيمًا عليهم ، وكانوا يرقبون القائد ويعرفون مخططاته ليخطروا بها روبن هود أولًا بأول ، لذا لم يستطيع القائد القبض عليه ، وأخذ يخطط للإيقاع بروبن هود في شباكه ، ولكن روبن كان فتى حاذق يحسب كل خطواته .
كان عروة بن الورد قائدًا محنكًا يرسم الخطط لصعاليكه ويخرج بهم للغزو، عرف عروة بلقب أب الصعاليك وزعميهم، رغم أنه كان صعلوكًا فقيرًا مثلهم، لكنه اكتسب زعامته على الصعاليك بفضل شجاعته وشهامته ودفاعه عنهم، فكان لا يؤثر نفسه عنهم في شيء، حتى أنه كان يغفر تجاهلهم له وقت رخائهم ولا يعاملهم بمثل ما يعاملوه لأنه يدرك أنهم صنيعته مهما فعلوا، ولأنه لا يريد أن يفسد ما صنع. قال عنه عبد الملك بن مروان فكان يقول: “من زعم أن حاتمًا أسمح الناس فقد ظلم عروة بن الورد”،
أدبيًا، تناولت العديد من الأعمال الأدبية والتاريخية شخصية عروة بن الورد العبسي سواء بالعرض أو النقد أو التحليل، وجُسدت شخصية عروة بن الورد في مسرحيات ومسلسلات و افلام من أشهرها:
1961فيلم عنتر بن شداد من إخراج نيازي مصطفى قام بدور عروة محمد الحلو
2012 مسرحية عنترة بن شداد عرضت على مسرح عكاظ في الطائف، تناولت شخصية عروة بن الورد
طلب قائد نوتنجهام بعض الإمدادات من الملك لمساعدته في القبض على روبن هود ، ولكن رفض الملك إرسال أي من رجاله للمساعدة .ففكر القائد في خطة يستطيع بها التخلص من من روبن هود ، وقال لروشيه وهو أحد رجاله دعنا نعلن عن منافسة لاختيار أفضل مطلق نار في نوتنغهام ، ولن يستطيع روبن هود مقاومة مثل هذه المنافسة ، وسوف يأتي بالتأكيد ، وعندما يفعل سوف يلتقطه حراسي ويقبضون عليه ، واتفق الجميع على ذلك .
وكان روبن هود مطلق نار من الطراز الأول ، ولم يكن هناك من هو أفضل منه في استخدام القوس والسهم في كل من نوتنغهام ، لذا لم يستطيع روبن هود مقاومة المشاركة في تلك المسابقة لإثبات أنه الأفضل في كل نوتنغهام .
وبدأت المسابقة وأخذ القائد يبحث ويسأل رجاله هل أتى روبن؟ ولكن كانت الإجابة بلا لم يصل بعد ، فروبن لديه شعر أحمر وجميع المتسابقين ليس فيهم من يمتلك هذا الشعر. ورغم عدم ظهور روبن بدأت المسابقة ، وكان من بين المشتركين رجل يدعى وليام ، وهو أحد الأشراف الذين شاركوا في المسابقة ، وكان يرتدي زيًا أخضر ويسعى لنيل الجائزة الأولى كأفضل مطلق نار في نوتنغهام وأعظم ضارب بالسهام والقوس .
أبدى وليام براعة منقطعة النظير في إطلاق السهام حيث اقترب كثيرًا من المركز الذي كان يصوب نحوه ، فأشاد به القائد وبينما هو يتكلم معه وجد سهام وليام قد صوبت إليه ونزلت على الكرسي الذي يجلس عليه كوابل من الرصاص .لم يكن ذلك الرجل بالزي الأخضر سوى روبن هود نفسه ، وقبل أن يستطيع القائد أن يتمالك نفسه ويعطي أوامره للجنود بمطاردة روبن ، كان روبن هود قد قفز من فوق أحد الجدران ليمتطي حصانه الأبيض ويهرب به بعيدًا.
ورجوعا الى عروة نجد أنه الشعراء الصعاليك لم يلتزموا بالبناء التقليدي للقصيدة في العصر الجاهلي، وهو القالب الذي كان موحداً في كل القصائد الجاهلية.
كان الصعلوك الجاهلي شجاعا واقعيا، لكن صعاليك العصر الحديث أضعف من أن يُحدثوا ثورة أو انقلابا أو تغييرا في المفاهيم القبلية والسلوكية العامة، والحصيلة أنهم لم يستطيعوا أن يوازنوا بين الحياة الشخصية والعامة في مجتمع طارِد على الأغلب الأعمّ لذوي التصرفات التي يعدّها شاذة. مثلما ثبت -بعد معاينة الأسماء أن جلّ هؤلاء من المعدمين وفقراء المال ومن غير المحظوطين في الحياة. مثل المغربي محمد شكري في روايته “الخبز الحافي” وغيرها من كتاباته فهوفي جملة صعاليك العرب الذين كثر الجدل حولهم، لجرأته غير المعهودة في السرديات الروائية عندما خرق الحجاب الاجتماعي أفقيا وعموديا. ومثله السوداني محمد حسين بهنس الذي توفي متجمدا من البرد والجوع في إحدى حدائق القاهرة قبل سنوات قريبة.
هكذا كانت الصعلكة في ظل الجاهلية العربية؛ حيث لا قوانين ولا اقتصاد عادل التوزيع ولا منظمات ولا دولة ، لكن الأمر تطور في العصور التالية لتصبح الصعلكة لصوصية ؛ فالصعلوك الشاعر أو اللص الشاعر يسرق لنفسه ويطارد من أجل نفسه، ويقطع الطرق من أجلها أيضًا ، وهكذا رأى بعض الدارسين لهذه الحركة أن يطلقوا على شعرائها في العصور التالية للعصر الجاهلي ” اللصوص”.

التعليقات مغلقة.