بقلم الكاتب / عبد المجيد الديّهي
روحانيات إيمانية ؛ ( هذه القصيدة من وحي قصيدة أرسلها أستاذنا الفاضل ؛ حسن الإمام أحمد البس .. له منا كل الإحترام والتقدير )
.
سل شباب
اليوم كم علموا وحفظوا
من القرآن وآيات سورة القلم
وكم حديث
للرسول قد وعوا وفهموا
فهو الحق بعد الوحي في الكلم
وسل عن
الراشدين وأسماءهم فهم
أهل التقوى ونور الشمس في الغيّم
وسل عن
تاريخ الإسلام والأمجاد
وملاحم الفتح ونور البدر في الظلم
وسل عن
صحابة الرسول والأعلام
وصنوف المعاني واللحن والنغم
وسل عن
مُصْعَب الخيْر عطر مكة
لؤلؤة مجالس العلم والفكر والزخم
هادئ الطبع
كريم النبع منبع الحكمة
صاحب الأصالة والعزم الملتزم
سفير الإسلام
إلى يثرب دار المقامة
وهجرة النبي صاحب القرطاس والقلم
حامل لواء
الجهاد شهيد الفداء محيي
القلوب في موقعة أُحد جبل النعم
روى بـ دمه
الطاهر ثنايا نسيج اللواء
لـ يعليِّ راية دين الإسلام بين الأمم
وسل عن
النحيف الناحل شديد السمرة
كثيف الشعر مزعج عُباد الصنم
الحبشي بلال
سيد الإسلام رافع آذان
التوحيد والنداء في البيت والحرم
مؤذن
الرسول الساخر من الأهوال
مفرط الطول خفيف العارضين والقدم
الرباني الذي
عُذِبَ بـ حجارة مستعرة
في الرمضاء ولم تثنيه نار الحمم
صادق
الإيمان طاهر الجنان عبوديته
لله جعلته سيدا من أهل الفضل والشيم
أحدٌ أحد فردٌ
صمد وغداة الظهيرة كما
الصخر صامد ثابت صابر بلا ندم
إقترن إسمه
بالحبيب محمدا وتبوأ مكانةً
وخُلِدَ إسمهُ في التاريخ بين الأمم
وسل عن
الأحزاب إذ زاغت الأبصار
وبلغت القلوب الحناجر والظن قد هَرِم
ومشورة أساس
الحكم وسلمان والخندق
والدهاء وفكر العقل الأريب الفخم
لافرق بين
عربي وأعجمي في الإسلام
إلا بـ تقوى الله ونبل المقصد والنظم
وسل عن
المثابر الأواب عبد الله
حين صاحب أباه ببدر ولم يبلع الحلم
كان إبن ثلاثة
عشرة عاما وأراد الجهاد
وأعاده الرسول لـ ينعم بصباه ويغتنم
نخوة إيمانية
تربى عليها غلام الصبا
والنهج صدق وإخلاص أصيل ملتحم
عرف الخير
من أبيه عمر وتعلم الخير
كله من النبي صاحب الفضل والكرم
عاش متأسيا
مقتديا بالمصطفى العدنان
وحكمة العقل نورٌ وضياءٌ بلا زخم
شديد الخوف
والحذر في الرأي والفُتْيا
ونقل الأحاديث ولايبتعد عن الكَلِمْ
حرفٌ بحرفٍ
لاينفك عنه قيد أنملة
واجتناب الزلل من فيض الهمم
إجتهاد صائب
والروعة في المذهب
وتقوى الله خيرٌ من حبر القلم
هطَّالةٌ عينيه
حين يسمع القرآن يتلى
وعلى الفقراء كان قلبه بهم أرحم
{ ألاَ مَنْ كان
محمدٌ أستاذهُ وعمر أباهُ
لـ عظيم كفء لكل عظيم } أسلم
وسل عن
أبي ذر إذ أقبل على مكةٍ
باحثا عن النور والحق والبلسم
وتنكره
ولقاء الرسول وحق العدل
والكعبة وستائرها شاهدة بلا مأثم
صاحب أول
صيحة بـ صحن الكعبة
وَضُرِبَ حتى صُرِعَ والصمت طلسم
كانت صيحة
حق لـ ثائر متمرد حطَّمَ
سلاسل القيود وكانت الدعوة مصدم
لاإله إلا الله
محمد رسول الله كلمة حق
وشهادة عدل علت ولم تُقْصَم
إنه جندب
إبن جناده محامي الفقراء
صاحب صيحة اللغة والمعجم
كان سادس
الخمسة في الإسلام ولقد
عاد إلى قومه والدعوة لهم أرحم
ورجع إلى
المدينة وقبيلة غفار والركب
ومواكب النور ومعهم قبيلة أسلم
{ غَفارُ غَفَرَ الله
لها وَأَسْلَم سَالمهَا الله }
دعوة لله لهم من الرسول الأعظم
آمنت قبائل
السطو حلفاء الشيطان والله
يهدي بـ فضله من يشاء دون مرسم
وما أقلّت
الغبراء ولا أظلّت الخضراء
أصدق لهجة من الثائر المكرَّم
{ ولم يبقى
اليوم أحد لا يبالي في الله
لومة لائم غير أبي ذر من غير ملجم
ناهض إستغلال
الحكم والإحتكار ودحض
الخطأ وبني الصواب كما الهيصم
وسل عن
من رباهم رسول الحق
جامع جوامع الحكمة والنور الأعظم
ستجد مواكب
الهداية وشرفاء مراكب
الركب والمهابة تنشر الآريج المنعم
واليوم ستجد
أدمغة خاوية قد حفظوا
الأغاني وتعلقوا بنغم اللحن المنجَّم
وستحكي لك
بنات اليوم عن الأفلام
والعري والفحش بلا حياء ولا محرم
وسترى جموع
البشر والشباب بالمقاهي
قد هجروا المساجد من غير مرسم
وفي ملاهي
الليل ودور اللهو سترى
مفاسد تشيب منها أجنة بطون الرحم
وستجد في
الإعلام أبواقا نابحة لكلاب
تريد هدم القيم والسجود للصنم
طرائف
أفكار خبيثة ملوثةً
بدم الأطهار أهل الفضل والكرم
وفي بيت العز
ودار الإسلام والعرب
مستنقعات وحل وطين ورقص ونغم
غاصت فيها
الأقدام وتلوث ثوب الوطن
واختنق الأمل وعهر السلوكيات هجم
إبليس قد زين
لهم زخرف القول والبدع
ووضع لهم السم في العسل بلا كرم
واستراحت
القلوب وصارت لعب ولهو
والعهر ساد المناحي وغاصت القدم
أما كفاكم يا أمة
العرب ضياع القدس
والنوم في بحر الوهم والعدم
أما كفاكم
صراخا وصياحا ونواحا
وعويلا وتقسيم الأوطان بلا ندم
عراق حضارتنا
وئدت وسوريا شام
عز العروب تحت القذف تنعدم
أما كفاكم
ما نراه باليمن والسودان
وليبيا وبلاد إبن الأصول المحتشم
أما آن لكم
أنْ تسمعوا أنين الثكالى
وآهات الحنين وآلام الجنين بالرحم
أما كفاكم يا أمة
الإسلام خنوع الضمير
والخضوع للخنازير اليهود الرمم
أما كفاكم أفاضل
ديار العرب والوطن
سجودٌ وركوعٌ كما العبيد والخدم
أما آن تحرير
الروح والجسد والبعد
عن الخوف والجبن ومعيشة الغنم
سل التاريخ
ياصاح كم جادت الأرواح
بـ النفس وكم كانت صنوف النعم
لقد بعدنا
عن أصالة دين الله والشرع
وتحققت أحلام أحفاد الخنازير الصُّرَم
وتاهت
النفس بين الدروب
وزادت الفتن والخنزير ذئبٌ مبتسم
ساق
العرب كـما القطعان
وأمنيات أمله أن يرقد وينام ويحتلم
هل السمو
قائم على قول نعم
من غير أدبيات أخلاقيات وقيم
من نحن
يا زعماء وملوك العرب
عبيد نـ عيش ونحيا تحت ظل القدم
أم عبادٌ لله
قد خلقهم أحرارا
يتخيرون ماقد طاب من ثمر لم ينعدم
أم هيَّ
مخططات يهود الماسون
تنفذ بـ حكمة العقل وقد أرتسم الوشم
لقد حقق
أبناء صهيون حلم التلمود
من النيل إلى الفرات برعونة وغشم
وأكاد أجزم
أنَّ الذئاب الجائعة ستحقق
حلم الكذب بلا نصب ومن غير زخم
وسيتحطم
تمثال الصنم وخيالات الحق
والعدل ولن يكون لنا سوى الله معتصم
……………………………………………
بقلم الكاتب / عبد المجيد الديّهي
من ديوان روحانيات إيمانية )
…………………………………………..
التعليقات مغلقة.