” رَسَمْتُكِ “شعر محمد إبراهيم النمر
سأظلُّ أشـــدو رُغْــمَ آهــاتِي …
أُخفِــي وراءَ الشــدوِ أنَّاتي
أُهدي الورَى من مُهجتي عَبَقَا …
وبأدمُعي تُــرْوَى شُجيــراتي
وأسيــرُ والأشــواقُ تُلهبُني …
وتُهَيِّــجُ الذِّكـــرى صبــاباتي
يا بهجــةَ الأيَّـامِ في أمسي …
يا حُلمِيَ المأمـــولَ في الآتي
سَتَزولُ كلُّ غمامــةٍ عَبَــرتْ …
بشــواطئِي ما دمـتِ مَرْساتِي
وأغـــالبُ الأمـــواجَ عاتيــةً …
ما دام نبضُــكِ ساكنــا ذاتي
فإذا ضَحِكْتِ تقشَّعَتْ سُحُبي …
وبصُــرْتُ في عينيك مِرآتي
يا مـــوطنا بالحــبِّ يسكُنُنِي …
ويذوبُ في دَفْقِ الشعيراتِ
وبحسنــهِ كمْ هــزنِي طَــرَبا …
وعــزفتُ ألحـانـًـا شجيَّاتِ !
وعلى دروبكِ هَمْسُ قصتِنا ..
فغدوتِ ملهــاتي ومأســاتي
هلْ تذكرينَ الطفلَ إذ غنَّى …
أنشــودة الأوطــانُ غاياتي
ورسمتُكِ الشمسَ التي سَطَعَتْ
أنـــوارُها مـــلءَ السمـــاواتِ
وصغيــرةً بالأمِّ قــد عَلِقَت …
في حضنِها طيبُ المسرَّاتِ
وحديقــةً تُلقــي لمَـن سكنـوا …
بظــلالها عِطَـــرَ التحيَّـــاتِ
وسنابلَ القمحِ التي ابْتَسَمَتْ …
في حقلِهـــا خُضْــرا نــديَّاتِ
وغصـونَ زيتـونٍ يغازلُـها …
بهديلـهِ سِــرْبُ الحَمَامـاتِ
وجــداولا طـافَتْ بدوحتنـا …
قد صافحتْ بالودِّ نَجْمَاتِي
تحكي إلى الرُّمـانِ تاريخا …
ولطالما سطَــرَتْهُ ساداتي
هذي حروفُ الشِّعــرِ تسبقني …
كيما تعــانقَ أنــسَ جنَّـــاتي
هلَّا بسطــتِ لخاطِـري أمـلا …
أحيَــا به وعليــهِ مِــرقاتي
إني لسحــرِكِ عاشــقٌ ثَمِلٌ …
يا مصــرُ يا أصلَ الحكاياتِ
أنتِ المُنى ، أمَّ الــدُّنَا أبــدا …
ولتسْلَمي مهــدَ الحضــاراتِ
التعليقات مغلقة.