موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

رُعب قصة قصيرة “من ذكريات الطفولة” بقلم / فوزية المهري

187

رُعب قصة قصيرة “من ذكريات الطفولة” بقلم / فوزية المهري


كان أوَّل يوم من أيَّام عيد الأضحى، بينما الأب منشغل بذبح الأُضحية بمساعدة جاره، كانت الأمُّ تنظّف المكان، بعدما قامت بغسل أحشاء الخروف جيِّدا ووضعتها في مِنخال قصد تصفيتها من بقايا الماء. أخذت مجمرا وضعت فيه الفحم ثم أوقدته وبدأت بشيِّ الكبد بعدها قطَّعته قطعا صغيرة مع أشياء أخرى، ثم لفَّتها ببعض الشَّحم وصفَّفت الكل في قضبان حديديَّة. كان الأب حينها يقوم بإعداد الشَّاي المغربيِّ الأصيل. قامت الأمُّ بعدها بتحضير بعض الخضر المخلَّلة في صحون وطلبت من ابنتها الصَّغيرة وضعها على المائدة مع قطع الخبز. أخذت الأمُّ في شيِّ القضبان. ما هي الا بضع دقائق حتى بدأت تفوح من سطح البيت رائحة لذيذة، تجلب الجوع من آخر بقاع الأرض. أجواء العيد بين أفراد العائلة، تدخل السُّرور والفرحة على قلوب الصِّغار والكبار معا.
بعد تناول وجبة الغذاء، كما تفرضها التقاليد والعادات، ذهبت الأمُّ مع طفلتها الصَّغيرة لزيارة ابنتها المتزوِّجة. ما أن اقتربتا من المسكن، حتى سقطت عينا الصَّغيرة، على رجل شكله شكل وحش مخيف. صاحت من الرُّعب والخوف. حاولت والدتها أن تطمئنها وتهدِّئها:
” لا تخافي حبيبتي، هذا هو “بُولَبْطَايْن” مجرَّد رجل لباسه من جلود أضاحي العيد، وجهه مصبوغ بالفحم على رأسه قرنان. يدور مع أعوانه بين الدُّروب والأزقَّة لجمع الجلود وصدقات العيد.”
لم تكن الطِّفلة تدرك معنى ما وصلها من معلومات، كل تركيزها وتفكيرها كان متوجِّها نحو هذا الكائن المخيف، الَّذي سيطر على عقلها الصَّغير. تخيَّلت أنَّه يريد أن يأكلها. هو يقترب وهي تغرق في مصبِّ الرُّعب.
ـ” أمِّي أريد أن أذهب بسرعة، اتركيني أذهب…
ـ” انتظري لا تخافي، يجب أن نعبر الطريق أولا، بعدها توجَّهي للعمارة ثم إلى شقَّة أختك.”
ما أن خلت الطريق، حتَّى انطلقت الطِّفلة كالسَّهم نحو العمارة. كان أثناءها الرَّجل الوحش على بعد خمسة أمتار منها. عندما رآها صار يصيح بقوَّة ويضرب بقدميه على الأرض. صعدت الدُّرج وهي لا تعلم أيّ اتِّجاه تسير وأنفاسها تكاد تنقطع. لحسن الحظّ كانت جارة أختها، التي ابتُليت بالتجسُّس من النَّافذة، قد رأتها تجري نحو العمارة فخرجت وتلقَّفت الفتاة المفزوعة. أدخلتها الى شقَّتها وأحضرت لها بعض الماء محاولة تهدئتها. بعد ذلك رافقتها الى مسكن أختها في الطَّابق الرَّابع وقد أصبح وجهها أبيضا وكأنَّه ليس فيه نقطة دم واحدة. حضرت أمُّها أخيرا، وحكت لهنَّ ما وقع. ظلَّت هذه الأحداث قابعة في ذهن الطِّفلة الى الأبد.

التعليقات مغلقة.