موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“رُوحان في قصيدة”

684

يبعثُ شُعلةَ النيرانِ ، والأَقمارَ
في جُنحِ الظَّلام .
هو مُطمئِنٌ
أنَّ أَطفالِ الحِجارةِ و الجدارةِ
في قصائدِهِ
.. غداً .. سيناكبونَ الغيمَ
يتَّخِذُونَ نجماتِ المجرَّةِ مسكناً
يتقوَّتونَ على الضِّياءِ
على خشاشِ النَّجمِ
يغتبِقونَ قهوةَ أُمِّهِ
وحليبَ فجرٍ ما تغيَّرَ طعمُهُ مِن يومِهِ
حتى يعودوا مثلما الطَّيرُ الأَبابيلُ اْنتِفاضاتٍ
على ليلٍ يُعربدُ في ضلوعِ القدسِ
يغرِسُ نصلَهُ في طُهرِ غزةَ
ثم يشربُ نخبَ نشوتِهِ دماءَ التِّينِ والزَّيتُونِ
جاماً بعد جام .
هُوَ مُطمئنٌ
أَنَّ أَشباهَ الرِّجالِ سيسقطونَ بقاعِ جُبٍّ
بعدما رفعَ القصيدةَ بيْرقاً
وسيُدفَنُونَ
فلن يظلَّ سِوى الكرامةِ و الكِرام .
يا يَاسَمِينَ قصائدي :
هل أَخبَرَتْكِ الطَّيرُ عن قمرِ الشَّتاءِ،
عنِ المنادِيلِ التي قطرَت دُموعاً
في اْنتظارِ العائِدِينَ
ونحنُ في حَرَمِ القصائِدِ نحتفِي
بالفارسِ العَرَبِيِّ يشهَرُ حرفَهُ
ليُعيدَ أَمجادَ القصِيدةِ
يبعثَ المَيْتَ الذِي واراهُ جهلُ العابثينَ
بلحمِهِ و عظامِهِ
مِن ألفِ عام .
هل أَخبَرَتْكِ بأنَّهُ ما ماتَ من جعلَ القضِيَّةَ همَّهُ
وشرابَهُ و طعامَهُ
حتى نَمَت كحمامةٍ خضراءَ فوقَ غُصونِهِ
يروِي صداها رغمَ ويْلاتِ المنافِى
مِن كؤوسِ لُحونِهِ
ويُذِيقُ مَن يُزرِي بِها الموتَ الزُّؤام .
زَرَعَ القصِيدةَ ثُمَّ نامَ بفيِّها
يُسراهُ تُمسِكُ غُصنَ زيتونٍ
وفي اليُمنى حُسامْ
وتمدَّدَ الجسدُ النَّبيلُ فلا تُراعُوا
واتركوهُ مُوَسَّداً بقصيدِهِ
لا تُحدِثُوا الضَّوضاءَ قُربَ الفارِسِ العربيِّ من بقصيدهِ ،
وصمودهِ ،

أَلقي على الخُشُبِ المُسنَّدةِ السَّلامْ

مقدمة :


ويبقى الشاعر متفردًا ؛بما يحمله من وجدان متأجج ،وعقل مفكر ، وروح وثابة متمردة على الواقع ،متأملة تسعى إلى إعلاء الذات وترسيخ قيم الحق والعدل ..
لهذا كان الشاعر وما زال نبض الأمة ونبراسها ؛يسطر الأحداث ويلهب المشاعر ..لا ينفصل عن واقعه ..وإنما
ينظر إلى المشهد بسعة ..ويسترشف الأتي ..
وقد قال الشاعر “
أرى الشعراء إن صلحوا خيالا
هداة الحق مثل الأنبياء
فالشاعر يكتب بدمه ودموعه ..يناضل بحرفه المتأجج ..
يشحذ الهمم ..فيبقى روحًا تحلق، تحثنا ، وتلهمنا العزيمة والإصرار..
وهو مع ذلك لا ينسى إن الشعر إبداع ..فكلما جاء شعره
مشتملا على فنيات وجماليات الشعر كان أوقع في النفس
وتأثيره أشد…

** في ماهية العنوان ودلالته “
اختار الشاعر د.جمال مرسى عنوانًا مؤثرًا؛ يحمل دلالات عده
ألا وهو ” زرعَ القصيدة ثم نام ” عنوان من جملتين زرع: فعل ماضٍ والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، القصيدة: مفعول به
ثم: حرف عطف التراخي نام: فعل ماضٍ..والفاعل ضمير مستتر تقديره هو وجملة نام معطوفة على ما قبلها ..
زرع هنا تحمل معنى الغرس والإنبات ..فصارت القصيدة واحة عناء أو شجرة نستمد منها ثمار المقاومة والصمود…
أو زرع بمعنى ..زراعة القنابل والألغام ..وكأن القصيدة قنابل
نقاوم بها …فالمقاومة بالكلمة لها دورها ..فهي قوة في وجه الطغيان ..
وقد قال الرسول الكريم ” من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه ،فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ..
ومن هنا من لم يستطع المقاومة بالسيف والمدفع ..فليقاوم بالكلمة …
نام …لم يقل شاعرنا مات ..فالنوم عودة للحياة ، فهو يصحو في كل قصيدة تقاوم ،في كل نبض متمرد رافض ..
العنوان هنا مجازي يشير إلى شاعر المقاومة محمود درويش..
———-؛؛؛؛؛؛؛———-
**”من حيث الشكل والموسيقى “
ينتمي النص من حيث الشكل إلى شعر التفعيلة ..حيث جاء على تفعيلة بحر الكامل” متفاعلتن ” وهى تفعيلة قوية مؤثرة
تناسب الحالة واستخدم الشاعر التدوير في القصيدة ..
فجاءت الموسيقى جزلة قوية مؤثرة متناغمة ….ذات إيقاع سريع ..ونجد…النفس الشعري الطويل واستخدام ضمير الغائب هو ..
واستخدام.جملة “هو مطمئن ” كجملة ارتكاز ” ونقطة تماثل للنص ..
فيقول :-
هُوَ مُطمَئِنٌ
أنَّ عُمراً مِن عَنَاءِ الفَأسِ و المِحرَاثِ
والتَّنقِيبِ في قِمَمِ الجِبالِ
وفي السَّحابَةِ
والفَيَافِي
عَن مِياهِ الشِّعرِ يَروِي جِذرَهُ العربيَّ
لم يَذهَبْ هَباءً في خِضَمِّ الوَهمِ
أو هَذَرِ الكَلاَم .
كتب الشاعر النص في ستة مقاطع …كل مقطع يخرج في
دفقة شعورية واحدة كطلقة مدفع مدوية ..في إيقاع متسارع
وجمل متلاحقة ..وصور خلابة ..
ينتهى كل مقطع بحرم الميم الساكن..ومخرج حرف الميم من الشفتين ،ومن صفاته الجهر الاستفال الانفتاح ..الإذلاق ..
مما يحدث أثرا موسيقيًا ..ولحظة توقف للتأمل والتبصر ..
ونجد ذلك فى قوله :-
هو مُطمَئِنٌ
أنَّ ما زَرَعَت يَدَاهُ
من الفَسَائِلِ و القَصَائِدِ
سوفَ يُنبِتُ في قُلوبِ العاشِقِيهِ
حدائِقَ الزَّيتُونِ والرمَّانِ
يبعثُ شُعلةَ النيرانِ ، والأَقمارَ
في جُنحِ الظَّلام .
ونجد القافية الميمية … .ونلحظ التذييل فى التفغيلة ..
كل هذا.جعل النص دفقات شعورية ملتهبة رغم هدوئها الظاهري ..موسيقاها قوية متناغمة ..
———؛؛؛؛؛؛———-
** “من حيث اللغة والمضمون .”
استخدم الشاعر اللغة الحية السلسة ..لكنها عميقة المعنى التي تجوب بنا في فضاءات التخيل ..فتنطلق من العام إلى الخاص ..ومن أسفل إلى أعلى من أعماق الأرض إلى عنان السماء ..فجاءت الألفاظ مشبعة بالإيحاء والرمز والإشارة والتلميح ..ونجد ذلك في قوله ..
في المقطع الأول :؛
.
هُوَ مُطمَئِنٌ
أنَّ عُمراً مِن عَنَاءِ الفَأسِ و المِحرَاثِ
والتَّنقِيبِ في قِمَمِ الجِبالِ
وفي السَّحابَةِ
والفَيَافِي
عَن مِياهِ الشِّعرِ يَروِي جِذرَهُ العربيَّ
لم يَذهَبْ هَباءً في خِضَمِّ الوَهمِ
أو هَذَرِ الكَلامْ
مطمئن أن ما غرسه ..يزهر ويثمر ويبقى في القلوب في إشارة إلى شاعرنا الراحل محمود درويش”..وكأنه زرع القصيدة فاستخدم شاعرنا جمال مرسي وسائل الزراعة الفأس، المحراث ..وصور المعاناة في بحث درويش عن ماء الشعر ..التنقيب في قمم الجبال ..في السحابة… الصحراء
ليروى الجذر العربي …
مقطع ممتابع متلاحق يلائم البحث الدائم …
ونجد في المقطع الثاني :-
هو مُطمَئِنٌ
أنَّ ما زَرَعَت يَدَاهُ
من الفَسَائِلِ و القَصَائِدِ
سوفَ يُنبِتُ في قُلوبِ العاشِقِيهِ
حدائِقَ الزَّيتُونِ والرمَّانِ
يبعثُ شُعلةَ النيرانِ ، والأَقمارَ
في جُنحِ الظَّلام .
يوكد على اطمئنان الراحل محمود درويش أن ما قاله شعرًا
مازال يتردد داخلنا ..فهو باقٍ كبقاء شجرة الزيتون المعمرة
بل هو يتصاعد فيضيء السماء .
ويقول في المقطع الثالث :-
هو مطمئن
أنَّ أَطفالِ الحِجارةِ و الجدارةِ
في قصائدِهِ
.. غداً .. سيناكبونَ الغيمَ
يتَّخِذُونَ نجماتِ المجرَّةِ مسكناً
يتقوَّتونَ على الضِّياءِ
على خشاشِ النَّجمِ
يغتبِقونَ قهوةَ أُمِّهِ
وحليبَ فجرٍ ما تغيَّرَ طعمُهُ مِن يومِهِ
حتى يعودوا مثلما الطَّيرُ الأَبابيلُ اْنتِفاضاتٍ
على ليلٍ يُعربدُ في ضلوعِ القدسِ
يغرِسُ نصلَهُ في طُهرِ غزةَ
ثم يشربُ نخبَ نشوتِهِ دماءَ التِّينِ والزَّيتُونِ
جاماً بعد جام .
هنا نتيجة الغرس وثمرته ..ويتمثل ذلك في المقاومة في أطفال الحجارة ..
ونلحظ هذا المقطع طويلا مقارنة بسابقَيه ؛ ليدل على نتاج الغرس وأثره ..ونجد الأمل في قوله غدًا ..ونجد استخدام
“الطير الأبابيل .””التين والزيتون ” ..في تناقص مع القرآن الكريم ..
ونجد التصوير الرائع وطرافته..
ونجد أيضا تتابع الجمل وحركيتها …
في المقطع الرابع نجد قوله :-
هُوَ مُطمئنٌ
أَنَّ أَشباهَ الرِّجالِ سيسقطونَ بقاعِ جُبٍّ
بعدما رفعَ القصيدةَ بيْرقاً
وسيُدفَنُونَ
فلن يظلَّ سِوى الكرامةِ و الكِرام .
يا يَاسَمِينَ قصائدي :
هل أَخبَرَتْكِ الطَّيرُ عن قمرِ الشَّتاءِ،
عنِ المنادِيلِ التي قطرَت دُموعاً
في اْنتظارِ العائِدِينَ
ونحنُ في حَرَمِ القصائِدِ نحتفِي
بالفارسِ العَرَبِيِّ يشهَرُ حرفَهُ
ليُعيدَ أَمجادَ القصِيدةِ
يبعثَ المَيْتَ الذِي واراهُ جهلُ العابثينَ
بلحمِهِ و عظامِهِ
مِن ألفِ عام .
مقطع ملتهب ..يضم أحاسيس شتى ..من خان ..ومن رفض وأبى..اللاجئين ..الشعراء ..
إيقاع سريع ..جمل متلاحقة ..
وفي المقطع الخامس نجد قوله ،:-
هل أَخبَرَتْكِ بأنَّهُ ما ماتَ من جعلَ القضِيَّةَ همَّهُ
وشرابَهُ و طعامَهُ
حتى نَمَت كحمامةٍ خضراءَ فوقَ غُصونِهِ
يروِي صداها رغمَ ويْلاتِ المنافِى
مِن كؤوسِ لُحونِهِ
ويُذِيقُ مَن يُزرِي بِها الموتَ الزُّؤام .
بدأ بسوال غرضه التقرير والتأكيد…فأصحاب القضية والرأي والفكر لايموتون ..بل يبقون بإبداعهم ..فالفكرة لاتموت ..تبقى هي وصاحبها يحلقان في المدى ..
فنجد قوله يروي صداها رغم ويلات المنافي ..من كؤؤس لحونه ..في إشارة إلى نفي درويش وإبعاده عن وطنه ..
وفي المقطع الخامس نجد :-
زَرَعَ القصِيدةَ ثُمَّ نامَ بفيِّها
يُسراهُ تُمسِكُ غُصنَ زيتونٍ
وفي اليُمنى حُسامْ
وتمدَّدَ الجسدُ النَّبيلُ فلا تُراعُوا
واتركوهُ مُوَسَّداً بقصيدِهِ
لا تُحدِثُوا الضَّوضاءَ قُربَ الفارِسِ العربيِّ من بقصيدهِ ،
وصمودهِ ،
أَلقي على الخُشُبِ المُسنَّدةِ السَّلام .
عود إلى بدء ..فشاعرنا زرع القصيدة ثم نام ..ويشير إليه
بالفارس العربي ..
ونجد التناص القرآني في قوله “الخشب المسندة ” وهم المتخاذلون عن القضية ..القابعون فوق عروشهم الزائلة
———-؛؛؛؛؛؛؛————-
من حيث” الأساليب الصور والموسيقى الداخلية “
استخدم الشاعر الأساليب الخبرية للتقرير والتأكيد مثل هو مطمئن ..وغيرها كما استخدم الأساليب الإنشائية لجذب الإنتباه وإثارة الذهن ومنها ” الاستفهام
“هل أَخبَرَتْكِ الطَّيرُ عن قمرِ الشَّتاءِ،” لإظهار التحسر والألم ..
“هل أَخبَرَتْكِ بأنَّهُ ما ماتَ من جعلَ القضِيَّةَ همَّهُ
وشرابَهُ و طعامَهُ”..للتقرير..
ونجد النداء فى “يا ياسمين قصائدي “
ونجد النهي في” فلا تراعوا ..لا تحدثوا الضوضاء”
ونجد الأمر في “واتركوه “للالتماس ..

***الصور والأخيلة محلقة وهى من سمات شاعرنا د.جمال مرسي ..يتحدث عن الواقع لكنه يصعد بنا في عوالم الجمال والإمتاع ..فتتحول الصورة من نطاقها السمعي إلى المرئي..
ونجد طرافة التصوير وتلاحق الصور الجزئية والكلية ..وامتزاج.الصورة بالرمز والتناص القرآني ..
ومن ذلك نجد :-عَن مِياهِ الشِّعرِ يَروِي جِذرَهُ العربيَّ/
من الفَسَائِلِ و القَصَائِدِ/سوفَ يُنبِتُ في قُلوبِ العاشِقِيهِ/
حدائِقَ الزَّيتُونِ والرمَّانِ/
يتَّخِذُونَ نجماتِ المجرَّةِ مسكناً/يتقوَّتونَ على الضِّياءِ
على خشاشِ النَّجمِ/يغتبِقونَ قهوةَ أُمِّهِ/حتى نَمَت كحمامةٍ خضراءَ فوقَ غُصونِهِ/يروِي صداها رغمَ ويْلاتِ المنافِى
مِن كؤوسِ لُحونِهِ/يُسراهُ تُمسِكُ غُصنَ زيتونٍ
وفي اليُمنى حُسامْ/
صور رائعة بديعة ..تلهب الحالة ..وتظهرها ..
وقد امتزج بعضها ببعض تعبيرات الرحل محمود درويش..
———؛؛؛؛؛؛؛؛؛————
المؤثرات داخل النص :-
استخدام الشاعر الحركة ..فنجد القصيدة ديناميكية متحركة
تشع روحا وحياة ..
كذلك استخدم مؤثرات الضوء في شعلة النيران والأقمار
قمر الشتاء /
ونجد المؤثرات الصوتية مثل :- يروي صداها ..لا تحدثوا الضوضاء ..ألقى على الخشب المسندة السلام ..
———-؛؛؛؛؛؛؛———
قصيدة رائعة تفيض عدوبة وجمالا ..متسارعة الإيقاع ..
تستلهم روح درويش..وقدرة وإبداع مرسي .. فكان النتاج
قصيدة من الروائع..
تزخر بجماليات الشعر وفنياته …ابتعدت عن المباشرة فحلقت
في عوالم الرقي والجمال ..
وتحقق فيها الإبداع والإمتاع ..
تحياتي أسامة نور

التعليقات مغلقة.