رُوْحُ الرُّوْح … شعر عبد العزيز الهاشمي
رغم أن النية كانت منعقدة، إلا أن لساني، ومن هول المنية والصدمة، كان منعقدًا عن قول أية كلمة، في رثاء أمنا الثقافية التي كانت بمثابة أمة .. رحلت قبل أن تناقش كتابي الذي بين يديها، والذي زينته بمقدمتها في مقدمته، رحلت بعد أن وعدتني أن تقول فيه ما ينبغي أن يقال وبكل حياد .. رحلت نعم رحلت، ولكنها لم ترحل من قلوبنا ..
اليوم حاولتُ كتابةَ عشرةِ أبيات في رثائها، وأنا أعلم أن هذه الكلمات لم تُخْرج مكنون ما في نفسي مما ينبغي أن يقال عن هذه المرأة التي كانت لنا بمثابة رجال.
رحمك الله يا سيدة الكل، يا راحلتنا القديرة الشاعرة الكبيرة د. زينب أبو سنه.
رُوْحُ الرُّوْح
وَقَفَتْ عَلَى أَوْجِ السُّمُوِّ الْكَوْكَبُ
تَرْقَى عَلَى أَرْقَى الْعُلاَ، تَتَرَقَّبُ
تَرْنُوْ تَرَانِيْمُ الْحُرُوْفِ بِجَوْفِهَا
رِضْوَانَ رِضْوَانِ الْجِنَانِ، وَتَرْقُبُ
عَاشَتْ حَيَاةَ الْمُتْرَفَيْنَ، وَإِنَّمَا
لاَ تَسْأَلُ النَّاسَ الرِّضَا، أَوْ تَطْلُبُ
كَمْ شَاءَتِ الأَقْدَارُ أَنْ تَصْطَادَهَا
لَكِنَّهَا -رُغْمَ التَّسَامِيْ- ثَعْلَبُ
إِيْهِ أَيَا بِنْتَ الْبَقَاءِ! لَقَدْ أَتَتْ
أَيَّامُ فَقْدِكِ، إِنَّ قَلْبِيْ يَشْرَبُ
إِيْهِ أَيَا بِنْتَ الضِّيَاءِ! وَبَعْدَ أَنْ
سَجَّى جُسُوْمَ الْعَالَمِيْنَ الْغَيْهَبُ
يَمْضِيْ مَضَاءُ الْمَوْتِ، لاَ يَحْنُوْ عَلَى
رُوْحٍ نَضَتْ، تَمْضِيْ وَلاَ تَتَهَيَّبُ
يَا قَهْرَ قَلْبِيْ! كَمْ شَدَا ثَغْرُ الثَّنَا
فِيْ وَالِدِيْ مَا لاَ يُغَنِّيْهِ أَبُ
هَا قَدْ دَنَتْ مِنْ مُحْزِنَاتِ الْمَرْءِ مَا
يَنْسَى بِهَا مَا رُبَّمَا لاَ يَذْهَبُ
رَحِمَ الْإِلَهُ الرُّوْحَ تِلْكَ الرَّوْحَ فِيْ
رُوْحِيْ الَّتِيْ كَمْ آنَسَتْهَا (زَيْنَبُ)!
شادي سبأ
التعليقات مغلقة.