زحمة الحياة
بقلم/زين ممدوح
زحمة الحياة
لماذا اعتراك الحزن فجأة يا جدى؟.
رأيتُك فرحاً عندما قابلت هذا الرجل الكبير!.
وبدت عليك علامات السرور.
هل أخبرك بشئ يُحزنك لهذا الحد ؟!.
كلا يا بنى
هذا الرجل كنا معا فى الجيش قبيل الحرب بثلاث سنوات . وكان الجو ملتهبا آنذاك .ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة.قضينا أياما عصيبة .ونحن بين مرارة الهزيمة وانتظار المجهول البعيد!.
كان فى عقيدتنا أنه سيأتى اليوم الذى ننتقم فيه ونستعيد كرامتنا المسلوبة.
جدك سعيد هذا كان مهرجا كبيرا.كل الكتيبة تعرفه بخفة دمه.ويخلق جوا من المرح حولنا.كم هون علينا تلك الأيام العصيبة.عندما قامت الحرب كنا يدا واحده وصوتنا صوت واحد كل يهتف الله اكبر.الله اكبر.كنا نتقوى بهذه الكلمة الساحرة.تجعلك تُقدم على العدو دون خوف.
بعد انتهاء الحرب وقد حققنا نصرا غاليا.
تركت بلدتى وجئت إلى القاهرة ومكثت فيها.وبقى هو هناك،كنا متجاورين فى البيت زملاء على الجبهة .
كان آخر شئ سمعته عنه وفاة زوجته الذي تأثر كثيرا بفقدها
وتاه كل منا فى زحمة الحياة.
ذكرته بالأيام الخوالى وكيف كنا دون فائدة. كأنه ترك الدنيا وراءه.حالة الفقد تكسر الظهر إن لم تتمكن من الوقوف على قدميك ستبقى كالغائب الحاضر !.
إننا يا بنى نغفل كثيرا زيارة الأهل والأصدقاء وصلة الأرحام بدعوى الإنشغال . وتأخذنا الدنيا فى دواماتها دون أدنى مقاومه !.
التعليقات مغلقة.