زلزال القلوب شعر : يحيى هلال
اللّـيـلُ أرخـى لِـلـرّقــادِ جـفـونـهُ
والفـجـرُ ســاهٍ، قـد طـواهُ غـمــامُ
و الـثّـلجُ، والأمطـارُ تـنـتهكُ الـمـدى
والـرّيـحُ تـصـفـرُ، والأنـامُ نـيـامُ
ثارت طـباقُ الأرضِ ثـورةَ غـاضبٍ
لمّـا اسـتـباحـتْ ظـهـرَهـا الآثــامُ
مـادتْ، وهـزّتْ خصرَهـا في رقصةٍ
والـمـوتُ فـي جـنَـبـاتِـهـا أنـغــامُ
سـقُـفٌ، وجـدرانٌ هـوَت مِن هـولِهـا
وتـكـدّسـتْ؛ فـوقَ الـنِّـيـامِ تـنــامُ
فَـعـوائـلٌ تـحـتَ الـرّكــامِ أسـيـرةٌ
قـد ضـمّـها لـحـدٌ، وحــامَ حِـمــامُ
و عـوائـلٌ تـحـتَ الـعـراءِ يلـفُّـهـا
ذعـرٌ، وبـردٌ، والـدّمـوعُ سـجــامُ
طـفلٌ نجا، والأهلُ في حلكِ الرّدى
هـو هـائـمٌ، غـدرَتْ بــهِ الأحـلامُ
أمٌّ تصـيحُ علـى زهـورٍ لـم تُـجـبْ
غـابـوا، ونـارٌ فـي الـفـؤادِ ضــرامُ
و أبٌ جـثا عنـد الحـطـامِ مُـصـدَّعًـا
والـرأسُ فـيهِ تـعـشّـشُ الأوهــامُ
ربّـاهُ إنّـي قـد سـمـعـتُ نـداءَهم
ثـمّ اخـتفـى تحـتَ الـخـرابِ كـلامُ
طـلبُ الـمـعـاشِ يسوقُنـي لفِراقهم
و رجـعتُ أركـضُ والـبـيـوتُ رُكــامُ
والـنّـاسُ تـهرعُ لِـلشّـوارعِ مـثلمـا
يـومَ الـمعـادِ إلـى الحـسابِ زِحــامُ
تركـوا بـلادًا عـاثَ فـيها حـاقدٌ
عــادوا بـثـوبٍ مــا لــهُ أكـمــامُ
رحـمـاكَ ربّـي بـالـضِّـعـافِ فـإنّـهم
لـجـؤوا إلـيـكَ، وجُـودُكَ الإنـعــامُ
أطـفـالُـنـا ذاقـوا الـمـرارَ بـفـقـدِهم
لِـذويـهِـمُ؛ وتـقـطّـعـت أرحــامُل
لـكـنّ عـطـفـكَ واســعٌ، ومـؤمَّــلٌ
أنـت الـرّؤوفُ؛ ولِلـقـلـوبِ ســلامُ
بقلم : يحيى الهلال
على وقع زلزال مرعش وسوريا
في: ليل ١٥/رجب /١٤٤٤هـ
الموافق لـ:/ ٦ /٢ / ٢٠٢٣ م
التعليقات مغلقة.