زمن الثنائيات والبؤس بقلم نعيمة سارة الياقوت ناجي
تحية من عمق الواقع المعيش …غلاب ما استطعنا مواراته…ونحن على جسر العبور نضمد الجراح بين هذا الواقع والتيه…
تأملنا الكون واَمنا بثنائياته الحتمية.فلا خيار بين الموت والحياة والبقاء والفناء…والفرح والألم…
ولكن تتعثر الخطوات
ويكبر الألم والقهر والوجع عندما نعطي للثنائيات شكلها البذيئ …وتصبح الصفات ثنائيات تتسارع نحو الكرسي والصولجان… والاستبداد والسلطة…تسيطر الأنا على العام…ويكبر فينا النفاق …فنمشي بوجهين …واحد أحمر يخجل من نفسه فيوثر عليها كل جميل ليهديه لمن هو في حاجة إليه….ووجه بلا لون يتخذ لونه من مصالحه وحبه لنفسه…فيتلون حسب نوعية المصلحة…
نحن في زمن الاستبداد … لبس الصدق ثوب الخيانة وراح يتبخثر يصدر الأوامر ويهدي التيجان لكل شبيه له….
أين نحن من زمن الوفاء ؟ للجار للأخ للصديق للوطن؟ حتى الوطن لم يسلم من مكرنا وخداعنا وخذلاننا….
كم كنا نقتسم اللقمة على عتبات البيوت …كل الديار مشرعة بلا مفاتيح…
تعترينا النكبات ولا نسائل مصدرها ولا العلة فيها…
المصيبة في أنفسنا التي أصبحت بلا لجام ولا أخلاق تصفف مستحقاتنا بالترتيب والأهمية…
هل نحن في زمن الضياع؟ أو إلى الضياع أو ضاعت قيمنا وننتظر تكبيرات الوداع….
ما أحوجنا إلى إعادة هيكلة لقيمنا النبيلة التي خلقنا على الفطرة… أنقياء بلا شوائب …
ما أحوجنا إلى تأملات تحيينية نراجع من خلالها هذه الخيبات التي عمرت كل المجالات والإدارات… والأبواب والنوافذ…ولم يخل
منها هذا الأدب…الكنز الذي بقي لنا نترفع به ونفتخر….حتى أصابه من الدنائة نصيب لايستهان به.وصارت شواهده تبعثر يمينا وشمالا بلا حسيب ولا رقيب…وعن المنشورات حدث ولا حرج….وكأن ما نحتاج إليه صورة امرأة نصف عارية .منسوخة من مجلة غربية…ولا غرابة فقد ألفنااستيراد القيم وأنواع الجرأة باعتبارها نوعا من الحضارة والتقدم…
بئس التقدم وبئس النقل وبئس التقليد الأعمى الذي أعمى بصائرنا.ونحن السباقون لكل الاَداب والعلوم والقيم…..
طابت أيامكم بكل خير….
التعليقات مغلقة.