زمنُ الطفولةِ والصبا
مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
قد عادَ من أرجوهُ بعدَ زمانِ…..وبدا السرورُ بساحتي ومكاني
وظلمتُهُ وقتَ الصدودِ ومابهِ……. صدٌّ ولكنْ ريبُ ذي الأزمانِ
زمنٌ عجيبٌ فاركٌ كلَّ الورى……ومُذيقُهُم من كأسِهِ ألوانِ
ما كنتُ في العُشَّاقِ أولَ عاشقٍ…..من حُسنِهِ كم ماتَ من إنسانِ
ما بالُ قلبي في خفوقٍ دئمٍ…….وكأنهُ يخشى من الهجرانِ
أنْ كنتُ ذا حِسٍّ وقلبٍ مُرهَفٍ…… والجرحُ في أمثالِِهِ جرحانِ
وإذا ذكرتُ النأى فاضتْ أدمعي……ثُمَّ استعذتُ بربنا الرحمنِ
زمنُ الطفولةِ ذا أجلُ زمانِ…….ما فارقتْ أحداثُهُ أذهاني
وكأنني وكأنهُ أمسِ النها ……. رِ وكم له في قلبِنا من شانِ
كانَ الصفاءُ حليفُنا وربوعُنا……مملوءةٌ باللهوِ معْ أقراني
لاشيءَ يشغلُ بالَنا إلا الذي……. شغلَ الصغارَ بمنطقِ الصبيانِ
ولكم سعيتُ إلى العلومِ بهمَّةٍ……وقرأتُ في صغري من القرآن ِوحفظتُ ما يحلو من النظمِ الذي…..غنيتُهُ وشجاهُ كم أبكاني
ما أحلى أيامَ المصيفِ وشُرْفَةً……في بيتِنا طيفٌ بها أزكاني
وسهرتُ والنجمَ المنيرَ مُحصِّلاً…….قبساً أعيشُ بنورِهِ للآنِ
ما بالُ ذي الصبيانِ أمستْ هشَّةً…….جسمٌ كبيرٌ في عقولِ أتانِ
كانَ الكتابُ لهُ لدينا محبَّةٌ……وعرفتُ نفسي حافظاً بزماني
قد كنتُ أُدعى بالحفيظِ لأنني…..ذو قدرةٍ في الحفظِ والإتقان ِكانتْ لديَّ معْ الكتابِ مواثقٌ…….محفوظةٌ ووعيتُها بجَنَاني
كانتْ بلادُ العُرْبِ في بحبوحةٍ…….من عيشِها وسكينةٍ وأمانِ
كنا نرى صهيونَ قطُّ عدوَّنا……والقدسُ حسبُ أسيرةُ الأوطانِ
فيضَامُ في أرضِ العروبةِ سيدٌ……ذو شوكةٍ معروفةٍ ولسانِ
وتهزُّ أنحاءَ العروبةِ صرخةٌ…..في يومِ عيدِ النحرِ والقربانِ
وتدورُ أعوامٌ وتمسي أرضُنا…….أرضُ العروبةِ كلُّها بهوانِ
إمَّا دخيلٌ طامعٌ في أرضنا……أوطالبٌ للعرشِ والسلطانِ
أو والجٌ للمجدِ غيرَ سبيلِهِ…….أو فاقدٌ للذاذةِ العرفانِ
التعليقات مغلقة.