زمن الكبائر…بقلم وحيد علي الجمال
(من سيدفن آخر الأحياء)
إن ولجت بأرضك أنات المقابر
من سيجمع الأكفان في احشائها
دون تصريح المعابر…..
من سيحمل في سواقي الموت
أعمار مثل أدخنة السجائر
لم تحدث أخبارها
لكن جمرتها من زبد المحاجر
كل من ذبح المنابر…..
في بلادي كان عاهر
كان طاهر
لا تؤذن في بيوت
الغارمات دون ساتر….
فالصوم مفروض على العميان
و الكل في حضرة السلطان قد باع الحناجر
رتل الأرقام عمدا
في بيوت الجائعين
و انشر الزهد الملون
فوق أبواق المزاهر…….
من سيفتي غير نفسك
أن صومك لم يكن إلا اختيارك
عندما يبكي اللصوص
خلف أضواء المرايا…..
لا تسقط الأجفان خجلا
يوما ستقتلنا البغايا
لن يعود التائبون لعصمتي
فاغفروا بحر الخطايا
و اجمعوا الف يوم من رحيلي
و اكتبوا أوجاع عمري
و اعلنوا في المسارح
أن العيد آت…….
حيث كان الظلم ثائر
أشجار مرك لم تزل
تجمع الأحزان
في حضن جارك…..
لماذا خنت عهدي
حين بعتك أجر اعتكافي
لماذا لم تحقق في احتجازي
ثم دونت اعترافي
لم يكن في الصبر بدا
الشرط أنك لن تفتش
قد كنت آخر من سرق القوافي
و استباح الحب في زمن التجافي…..
لم تكن يوما بريئا
مازلت تنزف بين أنصال الخناجر
لا تتاجر نصك الملعون
لم يزل متسول
ما ذاق طعما للمحابر…..
طعمك المخمور أرسلني
في حواصل طيرها
لا تسافر
فالجرح في ضفاف النهر
عند لقائنا كان غائر……
أطلق النار و أجمع سنابل قمحها
و اترك الكلمات قد تفرق حرفها
صرت أهذي مثل مجنون و عابر
كيف أمنع من بكت في خضرها
و العيون هناك لم تشفع
لمن حمل المواجع……
مازال كأسك فارغا
و الشمس أخفت كنزها
بين أعشاش الجوارح
مازال حلمك لم يفسر
لكنني صليت خلف دموعها
و جمعت في يدك المسابح……
قديسة الليل المزيف في تواريخ البطولة
لم تحفظ من قصائدك المثاني
غير ابيات الطفولة
مازلت أجلد في ميادين العاشقين
مازلت أنبش قبرها
مازال قلبي يشتهيك أنت
أنت وحدك من بين آلاف القصائد…..
وحيد علي الجمال
جمهورية مصر العربية / المنوفية / سرس الليان
التعليقات مغلقة.