موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

زميل و ليس صديق بقلم.. عفاف علي

77

زميل و ليس صديق بقلم.. عفاف علي

جلستُ بجوار جدي، تطلعَ في ملامح وجهي و قال: لماذا كل هذا الحزن في عينيكِ؟ .
نزلت الدموع تعلن الغضب، همستُ في أُذنه: إنها صديقتي.
تعاقبني أمي، عندما تعلم أن صديقتي ضربتني، أو جذبت شعري، أو أخذت طعامي من يدي، وتقول: أنتِ فتاة بلهاء .
قال باسمًا: وردتي الصغيرة، هي ليست صديقتك كما تقولين، إنها مجرد زميلة لكِ، تستغل نقاط ضعفك، و رقة قلبك، وحبك الصادق لها، لكن الصداقة أعظم من هذا .
نظرتُ له في دهشة، فهز رأسه، ثم ضمني بين ذراعيه .
ذراعاه طوق نجاة لي، برغم ضعفهما و هشاشتهما إلا أنهما كالبلسم لي، وراح جدي يحدثني عن حكايته القديمة.
تطلع نحو جدار غرفته، هناك لوحة عجيبة، رُسمت أيام الحرب، رسمها مجند مصري على حدود سيناء، كان صديقًا لجدي، لا شيء واضح بها؛ إلا ذلك العلم الملطخ بالدماء .
قال: كنتُ على الحدود، أقف كالليث الهائج، أنتظر بلهفة لحظة الانتقام، لمحت من بعيد شيئًا يلمع؛ فاتجهت مسرعًا نحوه، ظننته كنزًا، فتركت حراستي وخدمتي لوطني، و اتجهت نحو ذلك الشيء المجهول .
قادني الفقر المغلف بالأمل إلى الشيء المخبأ في باطن الأرض، معتقدًا أنه الحل الأمثل لحياة كريمة.
جازفت بحياة أصدقائي و حياتي، و بقلة عقل مني و حماقة، أصبحتُ السبب في معرفة العدو لسريتي، لم يقتلني العدو هذا اليوم، ربما أراد أن يفهم ماذا أفعل؟ أو كم عددنا في المكان؟ كنتُ سببًا واضحًا في مهاجمتنا .
عندما وصلت إليه، صار يلمع أكثر، و كأنه خاتم مزين بقطعة يقوت حمراء، جندي جائع يشعر أن بطنه تتقطع من قلة الأكل.
شاهدتُ الدموع تلمع في عينيه، مثل مياه النهر الجاري، احتضنته بشدة.
جدي العزيز، لا تكمل، انسى الماضي، ربما في نسيانه حياة جديدة .
رسم على تجاعيد وجهه، بسمة كاذبة، بسمة شوهها الحزن.
قال: وردتي الصغيرة أمسكت بيدي عودًا، و أخذت أحفر بجواره، بصري مشتت، ونظراتي مشتته تحت حرارة الشمس، ما زال يظهر لي؛ كخاتم مطعم بحجر من الياقوت الأحمر.
أمسكته بيدي وقربته من عيني، فتحرك في كفي، ولدغني، هو مجرد جعران سام من فصيلة نادرة، لسعني في يدي لسعة سامة، فسقطت مغشيًا عليّ.
شاهدني صديقي من بعيد، جاء كالريح العاصفة، حملني على كتفه و انطلق بي نحو السرية.
( يوسف ) أنقذني من الموت، رجعت روحي لجسدي، ونهضت من رقدتي، فعرفتُ ما حدث لي، فبكيت من الإحراج.
ضمني صديقي لصدره و قال: سنجد الأمل في أرضها و أعطاني علبة بها جسدالجعران، و أخذ يضحك .
صمت جدي عن حكايته، فظننت أنها انتهت.
لكن صدمني عندما قال: سرتُ بجثته حوالي ألف متر، لم يستطع العدو أخذها أو احتلاها، عدتُ به إلى بلده، ودفنتُه هناك، لقد سلمتُ جسده لأمه كما طلب مني .
الحقيقة يا وردتي: إن الصداقة كنز ثمين، لا يستحقه غير من قدم لنا روحه، أما هؤلاء فنقول عليهم: زملاء.
عاش جدي ما تبقى من عمره، و مات و هو يتذكر صديقه يوسف .
ذات يوم جمعتُ الأغراض القديمة، فوجدت الصورة التي رسمها يوسف قبل موته بيومين، و وجدت العلبة التي بها الجعران .
تذكرت كلام جدي – رحمه الله – عن الصداقة، فجلستُ أحصى عدد هؤلاء الأصدقاء، و عددهم ألف صديق، لكنني لم أجد غير اثنين في حياتي؛ أنا وظلي في المرآة.

عفاف علي

التعليقات مغلقة.